كيف يختار الروائي أسماء شخصياته؟ تنبهت إلي أنني لم أحاول أن أختار أسماء تعبر عن الشخصية. مثل أمينة في بين القصرين. ورضوان الحسيني في زقاق المدق. ونور في اللص والكلاب . وبسيمة عمران وصابر والسيد الرحيمي في الطريق. اختياري للشخصيات لا تشغله الدلالات. بل إنه في معظم الأحيان كيفما اتفق. بالطبع. فإن الشخصية النابعة من البيئة الشعبية لها اسم يختلف علي نحو ما عن الشخصية ذات النشأة الأرستقراطية. وأسماء أبناء كل مهنة تتشابه بحكم النشأة الواحدة. وظروف المهنة. وأسماء المتصوفة وعلماء الدين. ولهم في الأعمال الأدبية نصيب وافر. استمرارا لتسميات القدامي من علماء الدين والأولياء ومشايخ الطرق. ثمة من يحرصون أن تكون الأسماء تعبيرا صارخا لا يحضرني تعبير آخر عن البيئة. فأسماء نساء البيئة الريفية تقتصر علي خضرة وست الدار وست أبوها وبخاطرها. في حين أن أجمل الأسماء يختارها الأهل في مجتمع القرية. وكان اختيار نجيب محفوظ لشخصيات ذات اسماء غريبة مثل كرشة. وجعدة. وزيطة وغيرهم حافزا لأن يختاروا أسماء مشابهة في التعبير عن البيئة الشعبية. والتعبير عن البيئة بالطبع ليس في مجرد الأسماء. لكنه يتبدي في ملامح المكان وقسماته. والفترة التي يعيشها. ومن السذاجة تصور أن من يمتلك اسما غريبا هو بالضرورة من بيئة شعبية. ويميل البعض الي استعارة الأسماء التركية والكردية لأسماء أبطالهم باعتبار أنهم من أبناء الطبقة العليا. وهذا اجتهاد غير صحيح. فغالبية أبناء تلك الطبقة يشغلهم أن تعبر أسماؤهم عن انتمائهم الي البيئة المصرية. ورأيي أن تفسيرات النقاد لأسماء الشخصيات والأماكن. ربما يبلغ حد شطط الخيال: مطار السيب في مسقط هو بوابة العاصمة العمانية مسقط. فهو مكان واقعي تماما.. لكن ناقدا أحترمه فسر الاسم بمعان يصعب أن تنطبق علي قصتي القصيرة "العودة التي تنارلت التسمية". مع ذلك فإن اختيارات الأسماء عندي لا تجاوز البيئة. ففي الروايات التي تعني بالحياة في بحري تطالعنا أسماء: ياقوت . عباس. جابر. أنصاف. وغيرها من الأسماء التي تنتسب الي بيئة الإسكندرية. أما الاعمال التي تجاوز المدينة. فأنا استمد اسماءها من قراءات الصحف. ومنها صفحة الوفيات.