تعكف الصحف في فرنسا علي إجراء مقارنات عديدة تظهر فيها أوجه الشبه والاختلاف بين فاليري تريليوليه التي ستصبح سيدة فرنسا الأولي بعد ثلاثة ايام وبين كارلا بروني التي لن تصبح سيدة فرنسا الأولي بعد هذا التاريخ والأصل ان يتم التركيز علي أوجه التشابه أولا ثم وجوه الاختلاف. لكن هذه المرة حدث العكس حيث ركزت الصحف علي وجه الخلاف الرئيسي رغم ان الأمر لا يعني الكثير في فرنسا ووجه الخلاف هنا ان السيدة الأولي حتي الثلاثاء القادم زوجة للرئيس. أما السيدة الأولي الجديدة فهي ليست زوجة للرئيس. انها فقط "شريكة حياة" بدون زواج أو عشيقة بمعني أصبح ومن أوجه الخلاف ان فاليري ساهمت في الحملة الانتخابية لاولاند عكس بروني الايطالي والاسبانية الأصل التي لم تكن قد ارتبطت بساركوزي بعد وحتي بعد الارتباط لم يكن لها وجود كبير علي الساحة السياسية. وبعد ذلك هناك وجوه تشابه عديدة. فاليري ليست جديدة علي الشعب الفرنسي لأنها مقدمة برامج سياسية شهيرة علي قناة "دايركت 8" وصحفية في جريدة باري ماتش وقد وظفت خبرتها في عالم السياسة لصالح شريك حياتها أولاند. تماما مثلما كانت كارلا بروني معروفة للشعب الفرنسي حيث انها مغنية معروفة وهي صاحبة شعبية جارفة في بريطانيا أكثر منها في فرنسا بسبب اغانيها باللغة الانجليزية التي تحقق مبيعات كبيرة بفضل لكنتها الفرنسية المحبوبة للانجليز. ومن أوجه التشابه ايضا ان كلا من الرئيسين ليس الرجل الأول في حياة زوجته. فساركوزي كان الزواج رقم 2 في حياة بروني. أما اولاند هو العشيق بعد زوجين. الزوج الأول كان صديق الطفولة فرانك فاليري ماسونو وخرجت منه دون اطفال لترتبط مرة ثانية برئيس تحرير مجلة "باري ماتش" دنيس تريرويلر الذي انجبت منه ثلاثة اطفال ثم حصل الطلاق لكنها مازالت تحمل اسم عائلته حتي اليوم وقد بدأت العلاقة سرا في 2005 ثم أصبحت علنية في 2010 وكلاهما تريليوليه وبروني تتميز بمظهرها البسيط والأنيق في الوقت نفسه وتسريحة شعرها البسيطة وماكياجها الهاديء وتحرص في الوقت نفسه علي الابتعاد عن دائرة الضوء قدر الامكان. وتريليوليه تحمل شهادة في التاريخ وحصلت علي دراسات عليا في العلوم السياسية من جامعة السوربون. وفي أول تصريحاتها بعد اعلان فوز اولاند ذكرت تيليوليه واسمها الاصلي فاليري ماسونو انها لا تستطيع ان تتنبأ بدورها كسيدة أولي وفي تلميح لا يخلو من الدلالات قالت ان الزواج لا يشكل أولوية كبيرة بالنسبة لها وكان ذلك ردا علي سؤال مهم جدا حول امكانية ان يتم الزواج من اولاند لاستكمال الشكليات المطلوبة ورفع الحرج واكتفت بالقول بأنها سوف تسعي إلي التأقلم مع الموقع الجديد حين تطأ اقدامها قصر الاليزيه وهي علي اية حال لن تترك عملها كمذيعة أو صحفية حتي تحصل علي دخل مناسب يمكنها من الانفاق علي أولادها الثلاثة من زواجها الثاني وهي تؤمن بأهمية الاستقلال المادي وتعتبره اساس أي استقلال.