قبل أن يتولي الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك رئاسة بلاده اشتهر بلقب "البلدوزر" وكان مرجع هذا اللقب ما عرف به من حزم وصرامة وقدرة علي الانجاز سواء في عالم الصناعة أو في عالم السياسة وكان الشعب الكوري الجنوبي ينظر باعجاب الي تجربته الناجحة عندما أصبح أصغر عضو منتدب لشركة هيونداي للهندسة والانشاءات في بداية تأسيسها. فنجح في تحويلها الي أكبر شركة للمقاولات في كوريا الجنوبية وقام بتوسيع نطاق أعمالها الي خارج كوريا والي خارج آسيا. وبسبب هذا النجاح تصاعدت شعبيته وفكر في اقتحام مجال السياسة وكان النجاح حليفه ليفوز بمنصب عمدة العاصمة سول. وفي هذا المنصب حقق العديد من الانجازات التي نالت رضا سكان العاصمة وأهله ذلك ليفوز بالرئاسة في انتخابات عام 2007 بأعلي نسبة للأصوات يحصل عليها رئيس في تاريخ كوريا الجنوبية. وحافظ باك علي شعبيته المرتفعة رغم عدد من القرارات الصعبة التي اتخذها مثل فتح أسواق بلاده أمام واردات اللحوم الأمريكية. لكن الآن اختلف الوضع حيث انخفضت شعبية باك في أعقاب القصف المدفعي الكوري الشمالي للجزيرة المتنازع عليها لتصل الي 44% فقط. حسب آخر استطلاع للرأي. وكان ذلك بعد اسبوعين فقط من وصولها الي 60% في أعقاب التنظيم الناجح لقمة مجموعة العشرين. ولا توجد صعوبة في التعرف علي السبب وهو عدم قدرته علي اتخاذ أي موقف ازاء كوريا الشمالية فقبل ستة شهور ألقي خطبة نارية تعهد فيها بالانتقام من كوريا الشمالية لمقتل 46 من رجال البحرية في حادث اطلاق طوربيد النار علي سفينة لقوات بلاده البحرية وتعهد باجبارها علي وقف تلك الاستفزازات وكان من الملاحظ ان كوريا الشمالية لم تعترف بأي مسئولية عن الحادث كما أدان مجلس الأمن الدولي الحادث دون أن يحمل كوريا الشمالية مسئوليته وأعجب الكوريون بعباراته النارية التي لم يصاحبها أي فعل!! وجاء قصف الجزيرة المتنازع عليها ليستخدم عبارات أكثر حدة خاصة أن كوريا الشمالية لم تنكر ما فعلته هذه المرة لكن الشعب استقبل عباراته الناري بفتور. وأكد معظم من شملهم الاستفتاء ان الحكومة لم تكن موفقة في التعامل مع هذا العدوان الجديد. وقال المعلقون ان الرفض لأداء باك لن يؤثر علي شرعية حكمه. لكن المشكلة هي أنه يأتي هذه المرة من الجناح المحافظ الذي يفترض ان يكون الداعم الأساسي له. وبدوره يعترف باك بأنه فشل في حماية أرواح المدنيين والعسكريين وسبب حالة من الاحباط تسري في نفوس الشعب الكوري الجنوبي ويتحمل المسئولية عن ذلك ويقول أحد المعلقين ان باك لا يستطيع ان يعبر صراحة عن استيائه واحباطه من موقف الولاياتالمتحدة الذي أعلنته صراحة في أول رد فعل لها بعد قصف الجزيرة حيث أعلنت أنها غير مستعدة لإطلاق رصاصة واحدة علي الشمال وان أقصي ما تستطيعه مناورات مشتركة تلقي الرعب في قلوب حكام بيونج يانج. وربما عبر باك سراً لحلفائه الأمريكيين عن استيائه واحباطه من هذا الموقف!!