الرئىس الكورى الجنوبى لى مىونج باك ىعانق وزىرة الخارجىة الامرىكىة هىلارى كلىنتون خلال لقائهما فى القصر الرئاسى بسول تفاقمت امس حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية المنقسمة حيث هددت كوريا الشمالية بقطع آخر طريق بري مع جارتها الجنوبية عبر المنطقة الحدودية المدججة بالسلاح مما يهدد بعرقلة حركة الاشخاص والبضائع من وإلي منطقة صناعية مشتركة. جاء ذلك في الوقت الذي دعت فيه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون كوريا الشمالية الي وقف "استفزازاتها وتهديداتها" معتبرة ان العالم يجب ان يرد علي غرق البارجة الكورية الجنوبية الذي خلص تحقيق دولي الي مسئولية بيونج يانج عنه. وحذر الجيش الكوري الشمالي من انه سيمنع الموظفين والسيارات الكورية الجنوبية من الوصول الي مجمع صناعي في كايسونج تموله سول ويقع شمال الحدود في حال استئناف بث دعايتها المناهضة لها. ونقلت الوكالة الكورية الشمالية عن مسئول كبير قوله "ننصح قوات الحرب الكورية الجنوبية العميلة بان تتصرف بحكمة واضعة في الاعتبار ان اجراءات الجيش لن تتمخض فقط عن مجرد كلمات جوفاء." وكانت كوريا الشمالية قد قررت قطع علاقاتها مع كوريا الجنوبية وهددتها ب"حرب شاملة" اذا تم فرض عقوبات جديدة عليها.وتعتزم كوريا الجنوبية البدء في بث رسائل عبر مكبرات الصوت الي الشمال والتي أوقفتها ست سنوات وذلك في اطار ردها علي غرق بارجتها في مارس الماضي اثر اصابتها بطوربيد كوري شمالي كما اظهر تحقيق دولي.وفي العادة يعبر مئات من الكوريين الجنوبيين الحدود يوميا الي منطقة كايسونج الصناعية في الشمال.وفي تطور لاحق, سمحت كوريا الشمالية امس لعمال كوريين جنوبيين بدخول منطقة صناعية مشتركة تمثل مصدرا مهما للدخل لحكومة بيونج يانج علي الرغم من اعلانها في اليوم السابق قطع جميع الروابط مع كوريا الجنوبية. وقال متحدث باسم وزارة الوحدة في سول ان كوريا الشمالية أرسلت موافقة علي دخول العمال الكوريين الجنوبيين الي منطقة كايسونج الصناعية حيث يوجد لشركات كورية جنوبية مصانع يعمل بها حوالي 40 ألف عامل كوري شمالي. والسماح بدخول العمال يشير الي ان الدولة الشيوعية التي تعيش في عزلة حريصة علي ألا تتخذ خطوات تسبب لها ضررا ماديا حقيقيا رغم اللهجة الرنانة الغاضبة التي استخدمتها مؤخرا في أعقاب اتهام سول لها باغراق احدي سفنها الحربية. وفي اطار مساعيها لتفادي تدهور الاوضاع ونشوب صراع, قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون التي وصلت امس الي سول,المحطة الاخيرة في جولتها الاسيوية التي استمرت اسبوعا ان من مصلحة المجتمع الدولي بما في ذلك الصين اقناع كوريا الشمالية بتغيير مسارها.وأضافت أن الازمة الناجمة عن اغراق كوريا الشمالية لسفينة حربية كورية جنوبية تتطلب ردا قويا ولكن محسوب مشيرة الي أن واشنطن تدرس خيارات اضافية لتحميل بيونج يانج المسئولية. واكدت ان الولاياتالمتحدة "لديها التزام قوي جدا" بأمن حليفتها كوريا الجنوبية منذ عقود.واشادت هيلاري ب"الخطاب القوي" الذي ألقاه الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج- باك يوم الاثنين الماضي والذي اعلن فيه عن سلسلة ردود علي كوريا الشمالية تشمل وقف كل أشكال التجارة مع الشمال. وأعربت عن دعمها لإحالة هذه القضية الي مجلس الأمن الدولي معتبرة أن "لدي المجموعة الدولية مسئولية وواجب للرد" علي ما قامت به كوريا الشمالية. وحاولت هيلاري اقناع الجانب الصيني بالانضمام الي المنددين بكوريا الشمالية، ولكن بكين آثرت اتخاذ موقف حذر والدعوة الي ضبط النفس.وقال وزير الخارجية الصيني زانج زيجون إن بلاده ما زالت بصدد تقييم المعلومات المتوافرة عن حادث غرق السفينة الكورية الجنوبية مضيفا بأن بلاده "تؤمن دائما بأن الحوار افضل من المواجهة. ومن جهة اخري,اعلن مسئول عسكري في سول إن الجيش يحاول رصد موقع 4 غواصات كورية شمالية اختفت من قاعدتها في البحر الشرقي بعد إجراء تدريبات في تلك المنطقة في أوائل هذا الأسبوع. ولم تعرف وجهة الغواصات الأربع الكورية الشمالية سعة 300 طن لمدة يومين. وقال المسئول إن الغواصات غادرت قاعدة تشاهو التي تقع بالقرب من موقع منصة إطلاق الصاروخ في موسودان- ري في محافظة هامكيونج الشمالية في الساحل الشمالي الشرقي لكوريا الشمالية. وأضاف "أننا نتابع الغواصات الأربع عن طريق تجنيد كل القدرات البحرية في البحر الشرقي."