أخي وصديقي الشاب في كل مكان.. يسعدني أن أضع أمامك تجربتي الشخصية الواقعية والتي كانت نتائجها إيجابية مائة في المائة.. باختصار لا تنتظر طابور الوظنيفة أو التعيينات ولا البحث والجري وراء الاعلانات عن المسابقات. فإذا كنت حصلت علي مؤهل دراسي سواء كان متوسطاً أو عالياً فلا داعي للانتظار وقف مع نفسك وحدد هدفك ثم قرر وصمم علي ان تخوض التجربة نحو مدرسة الحياة دون تردد أو استسلام من أجل الحصول علي الرزق الحلال. ابدأ بأي عمل طالما أنه شريف دون النظر للتخصص وللمؤهل الدراسي وهو ما فعلته.. فبعد حصولي علي مؤهل متوسط في 1990 وكنت وقتها أعيش مع أسرتي في قرية صغيرة تابعة لمركز شربين بالدقهلية تبعد عن العاصمة المنصورة حوالي 20 كيلومتراً.. فقد عملت مصوراً فوتوغرافياً متنقلاً بين الكازينوهات والفنادق والحدائق العامة والنوادي والمعالم السياحية بجميع محافظات الجمهورية. ثم استقر بي الحال بالعمل بأحد أكشاك توزيع الصحف والمجلات وكتب الأسرة والتراث من أدب وشعر وعلم وفن وطب وتاريخ حتي أصبح هذا المكان كفرع من سور الأزبكية بمدينة المنصورة يتردد عليه الجمهور من كافة المدن والقري والمحافظات المجاورة واكتسبت من خلال ذلك علاقات عامة اجتماعية بشخصيات مرموقة بالمجتمع مع تنمية معرفتي الثقافية عبر الاطلاع علي الصحف والمجلات والكتب لدرجة أنني أحببت هذه المهنة وكنت محلاً لثقة الجميع. كنت أواصل الليل بالنهار لتحقيق أكبر قدر من ساعات العمل وتحملت المشاق والليالي والمبيت أحياناً بالكشك في البرد القارس حتي استطعت أن أدخر مبلغاً من المبال وشرعت أفكر في الزواج ورزقني الله ببنت الحلال والزوجة الصالحة التي شاركتني ومازالت تشاركني هذا الكفاح وكان من ثمرة هذا الزواج ان رزقنا الله بولدين "ناجي" بالصف الأول الاعدادي ومحمد بالصف الرابع الابتدائي. صديقي الشاب هذه هي تجربتي ورحلة كفاحي أقدمها كنموذج لكل من يريد أن يثبت ذاته ويترك طاوبر العاطلين. نجيب فتحي علي سليمان شربين- دقهلية