تحول محيط قصر الاتحادية إلي ساحة للباعة الجائلين مع بدء الاعتصامات به وأصبح مكانا طبيعا للرزق نظرا لكثرة الناس به طوال الوقت وإنتقل إليه الباعة من كل مكان فهناك بائع الذرة والبطاطا والسجائر والمياه والسندوتشات وصانعي الشاي. هؤلاء الناس يتجولون من مكان إلي مكان في ظروف صعبة بحثا عن الرزق والحياة بدلا من السرقة أو الانحراف. الأهرام تعيش ليلة كاملة امام قصر الاتحادية للتعرف عليهم وترصد مشكلاتهم وظروفهم. ميلاد عوض أحد الباعة الجائلين أمام قصر الاتحادية كان بائعا للملابس الحريمي في شارع ابراهيم اللقاني وتوقف حاله في البيع والشراء منذ10 أيام بسبب المظاهرات في طول البلاد وبالذات في منطقة مصر الجديدة.. إنتقل الي قصر الاتحادية ليصنع الشاي للثوار دعما منه للثورة والثوار وباب رزق جديد يتعايش منه. وقال محمد عشري صاحب بوفيه شاي في شارع بغداد إنتقلت الي قصر الاتحادية بسبب غلق الكثير من المحلات التي كنت أقدم لها الشاي وكانت مصدر رزقي حتي أستطيع أن أفتتح بيتي وأوفر متطلبات الحياة بالحلال مشيرا إلي أنه يستعد للزواج ويحتاج إلي أموال كثيرة وظروف الحياة أصبحت صعبة جدا. الهجرة بسبب البطالة أما عبده الديب أحمد عامل في مجال المعمار جاء من أسيوط بعد أن توقفت حركة البناء تماما ولم يستطع الحصول علي أي فرصة عمل بحثا عن الرزق فوجد محيط قصر الاتحادية مكانا مناسبا للعمل نظرا لوجود الآلاف من الناس به فقام بعمل عربية بطاطا. وأكد أن محافظة أسيوط محافظة طاردة للناس لعدم توافر فرص عمل مناسبة بها. ويطالب الحكومة بضرورة أن تنظر بعين الاهتمام الي أسيوط وكل محافظات الصعيد وبناء المصانع والشركات وإقامة المشروعات بها لتقليل الهجرة الي القاهرة مشيرا إلي أنه مجبر علي القدوم الي القاهرة بحثا عن الرزق وفرصة عمل يتعايش منها فلو تم توفير هذه الفرصة في محافظته فلن يأتي أبدا للعمل في القاهرة. كما طالب بضرورة رحيل الحكومة غير القادرة علي تيسير الأمور والتي ليست لها رؤية واضحة لتوفير فرص عمل. مسئولة عن الأسرة ومني أحمد مصري بائعة متجولة جاءت من الشرقية وتعيش في المطرية وهي مطلقة وتعول أسرة مكونة من خمسة أفراد الأبن الاكبر حاصل علي مؤهل متوسط ولايجد عملا وباقي الأولاد في المرحلة الاعدادية والابتدائية ولديها ولد في المرحلة الثانوية وتوقف عن الدراسة بسبب عدم مقدرتها علي دفع المصروفات وشراء الكتب له جاءت الي قصر الاتحادية لتقدم للناس الشاي والقهوة مع الأبناء سعيا للرزق والانفاق علي الاسرة. وتطالب مني أحمد بكشك لها في أي مكان من أجل أن تتعايش منه وتستطيع الانفاق علي أولادها بعد أن طلقت وتركها زوجها بأولادها. بائع أيس كريم مصطفي محمود شاب في العشرين من عمره بائع متجول للأيس كريم في أمبابة جاء إلي قصر الاتحادية ليشوي البطاطا للناس لأنه بائع بطاطا امام شيرتون في الشتاء وجاء الي قصر الاتحادية سعيا للرزق نظرا لوجود آلاف من الناس ذلك لأن سلعته تعتمد علي أماكن تجمعات الجماهير. محمد عبده ليسانس دراسات إسلامية من سوهاج جاء مع صديقه عبدالنبي سعيا للرزق ويقفا امام قصر الاتحادية بعربة ذرة. يؤكد محمد عبده إنه لم يجد أي فرصة عمل بالمؤهل الدراسي الذي حصل عليه من جامعة الأزهر. وقال إن محافظة سوهاج من افقر المحافظات مصر وطردا للسكان لعدم وجود فرص عمل بها ولذلك أتينا الي منطقة قصر الاتحادية بحثا عن أي فرصة عمل يمكن أن توفر لنا رغيف العيش. ويطالب بضرورة توفير فرص عمل بالمحافظة بدلا من الغربة خاصة أنني متزوج وزوجتي تعيش مع أسرتي وأنا هنا في القاهرة اتجول في الشوارع في كل مكان بحثا عن الرزق الحلال.