لم تفلح جولة الاعادة الساخنة في انتخابات الرئاسة الفرنسية التي تجري غدا في صرف الانظار عن انتخابات تشريعية لا تقل عنها سخونة تشهدها اليونان في نفس اليوم والسبب ان المحور الرئيسي في هذه الانتخابات سيكون إجراءات التقشف الصعبة التي فرضها الاتحاد الأوروبي علي اليونان كشرط لمساعدتها علي الخروج من تلك الأزمة الخانقة جدا. ويعلق المحللون أهمية كبيرة علي هذه الانتخابات فنتيجتها سوف تحدد مدي التزام اليونان بشروط خطة الانقاذ بل وامكانية بقائها في منطقة اليورو. وهناك محور آخر في هذه الانتخابات هو الهجوم علي المانيا بسبب الموقف الصارم الذي تبنته من مساعدة اليونان باعتبار ان المانيا هي الدولة التي ستتحمل العبء الأكبر من تكاليف خطة الانقاذ التي يتعاون فيها الاتحاد الأوروبي مع صندوق النقد الدولي وتقدر تكاليفها الأولية بنحو 130 مليار يورو. ووصل الأمر إلي أن تبنت المانيا لبعض الوقت اقتراحا بأن يتولي الاتحاد الأوروبي ادارة الاقتصاد اليوناني ليصبح بمثابة صندوق دين وتكون حكومة اليونان مجرد كيان هيكلي لا قيمة له وتراجعت المانيا عن هذا الاقتراح بسبب رفض العديد من دول الاتحاد إلا ان الأمر لم يخل من بعض التصريحات التي وردت علي ألسنة مسئولين ألمان بين الحين والآخر وتسببت في أزمات دبلوماسية حيث اعتبرتها اليونان مهنية وتنال من سيادتها. ويقود الهجوم علي المانيا الزعيم السياسي بانوس كامينوس الذي كان حتي ثلاثة شهور مضت عضوا قياديا في حزب الديمقراطية الجديدة الشريك في الائتلاف الحاكم وبسبب ما وصفه بمواقف الحزب الضعيفة ازاء التسلط الالماني انشق كامينوس 46 سنة علي الحزب وألف حزبا جديدا باسم "اليونانيون المستقلون" ليخوض به الانتخابات وانضم إليه عشرة من أعضاء الهيئة البرلمانية للحزب. وفي برنامجه الانتخابي الذي يرفع شعار "اليونان ليست للبيع" رفض كامينوس اجراءات التقشف المطلوبة للحصول علي المساعدة ويؤكد الحزب انه لن يتعاون مع أي حكومة تقبل باجراءات التقشف ويقوده ذلك بالطبع إلي الهجوم علي المانيا. يقول كامينوس انه يتعين علي المانيا التوقف عن محاولاتها السيطرة علي باقي الدول الأوروبية والتعامل بمنطق الاستعلاء وأضاف قائلا ان المانيا لا تعامل اليونان كشريك بل كتابع لها وتسعي إلي تحويل أوروبا الدول المستقلة إلي أوروبا خاضعة لألمانيا. وتشير استطلاعات الرأي إلي احتمال حصول حزب اليونانيون المستقلون علي 11% من الأصوات مما يثير احتمال ان يكون شريكا في الحكومة القادمة لليونان. ويتحدث كامينوس فيقول انه ليس متطرفا في آرائه ولا يكتفي بالمعارضة بل يقدم البدديل فهو يرفض ما ينادي به آخرون من الانسحاب من منطقة اليورو والعودة إلي الدراخمة. والبدائل التي يقترحها عديدة وعادلة وتناسب ظروف اليونان أو هكذا يقول فهو سيفرض الاعتراف بجزء من ديون اليونان لأنه جاء بسبب مؤامرات المضاربين الذين دفعوا اليونان إلي حافة الافلاس وسوف يرفض أي اتفاق لانقاذ اقتصاد اليونان يتدخل فيه وسطاء ويمكن ان يرهن البترول والغاز "المحتمل وجودهما" في أراضي اليونان ومياهها الاقليمية ويحصل علي ثمنها مقدما ويعرب المسئولون في اليونان دائما عن اعتقادهم بأن بلادهم تملك احتياطيات ضخمة من البترول والغاز لكنها لم تقدم بأية إجراءات للتحقق من صحة ذلك. ويتعهد بأن يوفر حزبه لليونان 250 مليار يورو يطرح سندات ديون مضمونة وسيكون الضمان هو تعويضات تأمل اليونان في الحصول عليها من المانيا عما أصابها من أضرار علي ايدي النازي في الحرب العالمية الثانية إذا تم رفع دعوي قضائية علي المانيا.