كل الرجال خونة وكل النساء مخدوعات وأنا أولاهن.. لقد خدعوني جميعهم وتلاعبوا بي ثم رحلوا وتركوا لي المأساة أعيشها وحدي ومأساتي هي ثلاثة أولاد أنجبتهم من ثلاثة رجال مختلفين عشقتهم فأذاقوني المر وأنجبت منهم فتركني كل منهم واحدا بعد الآخر. قصتي تبدأ مع أسرة مفككة وجدت نفسي ضمن 5 بنات لا شقيق لنا وكانت قضية أمي الرئيسية هي تزويجنا نحن الخمسة كيفما اتفق وكيفما كان.. المهم ان نتزوج وان نخرج من البيت الذي ضاق بنا إلي بيوت أزواجنا أيا كان مستواهم وأيا كانت طريقة حياتهم..أنهيت دراستي المتوسطة وحصلت علي دبلوم التجارة من احدي مدارس شبرا وبعدها عملت في مجال تجارة في قلب القاهرة كبائعة أحيانا ومندوبة مبيعات في أحيان أخري ولم تكن هذه الفترة بالسهلة في حياتي فقد عانيت بدرجة لا يتخيلها أحد من طمع الآخرين بي فأنا فتاة جميلة ذات قوام ممشوق وضعيفة لا حول لي ولا قوة ولا حماية لي إلا من ربي فكم غازلني الزبائن وكم حاول أصحاب المحلات الاعتداء عليّ واستمالتي للنيل مني ومن شرفي إلا ان شرطي كان الزواج وتزوجت أحدهم..بعد أسبوع واحد كنت قد اكتشفت الحقيقة المرة فالرجل مزواج يعيش لمتعته فقط ولا يعرف الاستقرار يعرف فقط ملذاته وشهواته يستبدل النساء كما يستبدل أحذيته فالنساء عنده مثل ملاءة السرير كلما استهلكت وقضي وطره منها ألقي بها فهو رجل غني لديه أكثر من متجر في وسط القاهرة يديرها له رجاله وصبيانه بينما تفرغ هو للنساء وللملذات والخمر والحشيش. وبعد ثلاثة أشهر كنت قد أصبحت حاملا وأنجبت طفلي الأول وتسلمت شهادة ميلاده مع شهادة طلاقي من زوجي وبعض المال وبعدها لم أر ذلك الرجل ولم يرني. أنا امرأة لا أعرف الحياة وحيدة أخشي الليل تماما لذا لا يمكنني ان استغني عن الرجل في حياتي.. كان الزوج الثاني صورة طبق الأصل من الزوج الأول إلا انه كان بلا عمل ولكنه كان فحلا ورجلا من النوع الذي تهواه النساء وبعد 6 شهور من تعرفي عليه تزوجته لأجد نفسي حاملا مرة أخري ودون ان أدري والمصيبة انه عندما عرف أنني حامل اختفي ولم أعرف له أثرا. بعد ان أصبح طفلاي في الثالثة والرابعة كنت قد بدأت أشعر بالوحدة من جديد وبحثت عنه هذه المرة بنفسي وكان يعمل معي في وظيفة جيدة بنفس الشركة التي عملت بها كموظفة وكان رجلا رومانسيا ولديه زوجة وأطفال واشترط علي ان نتزوج عرفيا قبل ان أدخل شقته التي استأجرها لنلتقي فيها ووافقت وعشت معه أحلي أربع سنوات من عمري ولكنه كان كسابقيه بعد ان علم بحملي اختفي من جديد. سيدي.. أعيش مأساة بكل معني المأساة.. لدي ثلاثة أولاد كل واحد منهم من أب مختلف وجميعهم كبروا والمصيبة انهم يكرهون بعضهم بشدة ويتشاتمون بالأب واحتاج الآن إلي آبائهم كي يأخذ كل أب ابنه بعد ان انهكوني وأصبحت غير قادرة علي تربيتهم. والأخطر انني أريد ان اتخلص منهم بإعادتهم لآبائهم لأني أريد ان أتزوج. نادية - شبرا السيدة نادية.. آسف ان أقول لك انك امرأة مريضة امرأة لا تختلف كثيرا عن أي راجل فأنت وهم من نفس العجينة ونفس السلوك هم يبحثون عن ملذاتهم وأنت كذلك وقد كانوا واضحين معك بأنهم رجال للمتعة فقط وليسوا رجالا لتكوين أسرة أو فتح بيوت ولكنك تعاملت بخبث شديد معهم لعلهم يصبحون أمام الأمر الواقع ويقبلون بالاستمرار معك لرعاية ما أنجبوا لكنهم وحسب تركيبتهم كانوا من النوع العابث الذي لا يهتم كثيرا بالمؤسسة الزوجية لذا فقد كان ذلك مصيرك ومع ذلك أنت تريدين الآن التخلص من أبنائك بإبعادهم إلي آبائهم لكي تتفرغي لزوج جديد. هناك سيدات فضليات يعشن عمرهن كله يحلمن برؤية بسمة طفل ولا ينجبن بينما أنت امرأة وهبها الله ثلاثة أولاد كانوا كفيلين بتغيير مسار حياتك لكنك امرأة مزواجة لا تعيش إلا لمزاجها وأهوائها. يا سيدتي.. اتقي الله وعودي عما برأسك وكفاك إنجاب أبناء مدمرين وضائعين وليرحمنا الله جميعا.