طالب المؤتمر الدولي الثاني للإعلام والسياحة في ختام أعماله بداية هذا الأسبوع بمدينة مرسي علم بالبحر الأحمر بالمزيد من الدعم للسياحة المصرية لاستعادة معدلاتها الطبيعية باعتبارها جزءا مهما في منظومة السياحة العالمية. أعرب د.طالب الرفاعي أمين منظمة السياحة العالمية عن شكره وتقديره للجهود المصرية التي قامت بها وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة لتنظيم المؤتمر مشيدا بالتنظيم الرائع والكبير الذي أدي إلي إنجاح المؤتمر بالصورة التي خرج عليها. قال في كلمته في ختام المؤتمر إن المؤتمر حقق العديد من الأهداف التي كنا نسعي إليها وتم عرض دروس هامة في التعامل السياحي مع الإعلام بحيث يبدأ القطاع السياحي بنفسه في التواصل مع الإعلام بالصورة الإيجابية التي تساعد علي إرسال رسائل صحيحة. وأكد المشاركون علي أهمية تضافر الجهود بين الإعلام والسياحة من أجل التعاون علي تعظيم الاستفادة من العملية الإعلامية في تنمية الحركة السياحية وهو ما يتطلب مد الإعلام بالمعلومات اللازمة التي تسهل عمله وتساعده علي الوصول إلي النتيجة التي يرغب فيها. وأشاروا إلي التشابك بين الإعلام والترويج والربط بين الجانب الإعلاني والجانب الإخباري وهو ما يؤيد فكرة الشراكة بين الإعلام والقطاع السياحي مع تنظيم تلك الشراكة لأن السياحة والإعلام من القطاعات التي تعمل لصالح المواطنين. وطالبوا الإعلام بالعمل علي خلق الوعي بين الأشخاص حول أهمية السياحة وتعزيز ودعم السياحة وتقديم نوع من السياحة يحافظ علي البيئة والتفاهم بين الشعوب كان المؤتمر قد عقد أربع ورش عمل تناولت العلاقة بين السياحة والإعلام وكيفية دعم العلاقة بينهما والتأكيد علي دعم الإعلام لقطاع السياحة وبخاصة في أوقات الأزمات مع الترويج لأهمية السياحة في اقتصاديات الدول والمجتمعات وكيفية الاستفادة من السياحة في تعميق العلاقات بين الشعوب والتفاهم بين الحضارات المختلفة. طالبت المائدة المستديرة التي عقدت علي هامش المؤتمر بمزيد من التعاون وتعميق الشراكات بين الإعلام وقطاع السياحة من أجل مساعدة قطاع السياحة علي الخروج من أزماته والترويج له وجذب المزيد من السياحة خاصة أن عدد السائحين في العالم سيصل إلي مليار سائح هذا العام. أكد وزير السياحة منير فخري عبدالنور أنه يجب أن تكون هناك ثقة دولية في العملية السياسية التي تجري في مصر والانتخابات لأن هناك علاقة وطيدة بين السياسة والسياحة والثقة الدولية في العملية السياسية تعمل علي تنمية القطاع السياحي والاقتصاد المصري. قال إن القطاع السياحي الحكومي المصري يوفر كافة الأرقام والإحصاءات ويتم نشر تلك الأرقام والإحصاءات مرة كل شهر في كل وسائل الإعلام ويتم إرسالها أيضا إلي منظمة السياحة العالمية. أشار إلي أن السياحة المصرية شهدت هزة نتيجة التوترات التي شهدتها مصر خلال فترة ثورة 25 يناير موضحا أن التركيز التام علي الأحداث الفردية والبسيطة فقط يعمل علي الإضرار بالسياحة ولكن يجب أن يتم وضع كافة الأمور في حجمها الصحيح مع عدم تضخيم أو التهوين من أي أحداث. قال عمرو بدر المدير الإقليمي لمصر والشرق الأوسط لمنظمة السياحة العالمية إن مليار سائح في العام حصة كبيرة ولكن ما هي الحصة التي ستحصل عليها مصر والمنطقة العربية وما هو تأثيرها علي الناحية الاقتصادية والاجتماعية في مصر وكيف تنعكس علي الشعب المصري. أضاف أن السياحة أكبر من أي حكومة أو حزب سياسي أو أي سياسة وبغض النظر عن أي شيء فالسياحة هي التي تشكل الاقتصاد في مصر وفي المنطقة وهو الذي يدفع السيارة إلي الأمام وهو الحال الذي نشهده في دولة الإمارات حاليا.. قال أندرو بورمان محرر السفر في جريدة هافينجتون بوست الأمريكية أن مسئولية الإعلام ليست مجرد التعريف بالأماكن السياحية ولا يجب علي الإعلام الانحياز إلي أي جانب مشيرا إلي أنه يجب علي الإعلام أن يروي قصة زيادة أعداد السياح. أشار إلي أن هناك معوقات عديدة تواجه الإعلام في التعامل مع العاملين في قطاع السياحة وهناك عدم تعاون كامل من العاملين في السياحة مؤكدا أن الإعلام يحاول الوصول إلي أفضل منتج ويمكن أن نتحلي بروح النقد وهو ما لا يناسب صناع السياحة ولا يقبلونه. قالت ابيجال هاوسلونر مراسلة مجلة تايمز في مصر أنه يجب أن نعلم جميعا كإعلام أولا ما هو الجديد الذي يمكن تقديمه إلي السائح بعد التطوير الجديد الذي يتم التحدث عنه ومنها تحويل بعض المدن السياحية المصرية إلي مدن خضراء. أضافت أنه علي سبيل المثال كان زاهي حواس يقوم بالكثير من العمل والتعاون وجعل الأمر إيجابيا لأنه كان يساعد علي تقديم التغطية اللازمة للسياحة المصرية والآثار وهذه الروح هي التي نفتقدها لأن الروح والصراحة التي كان يفعل زاهي حواس وهو ما يخلق روح التعاون بين الإعلام والسياحة. أكد تيجاني حاداد رئيس الاتحاد العالمي للكتاب السياحيين ووزير السياحة التونسي الأسبق أن المليار سائح تخلق العديد من فرص العمل والاستثمارات والحوارات بين الحضارات والأديان وكل هذا يساعد علي دعم وتعزيز التفاهم المشترك علي المستوي العالمي وهو ما تحققه السياحة. قال إن مليار سائح مسئولية لتنمية السياحة ولكنها يمكن أن تضر بالبيئة والثروات السياحية في الدول السياحية المختلفة مشيرا إلي أن السياحة يجب أن تحافظ علي التنوع البيولوجي والثقافي وهي المسئولية الأساسية للإعلام بالاشتراك مع متخذي القرار. قال مارك ليفتلي محرر الأعمال في اندبندنت البريطانية أن الشراكة بين الإعلام والسياحة مقلقة لأن الإعلام لديه مسئولية مهمة وهي الالتزام بالموضوعية ولذا لا يمكن أن يكون الإعلام موضوعا في ظل شراكة مع السياحة. أشار إلي أنه عند تناول أي قصة في الإعلام يجب عدم الاعتماد علي البيانات الصحفية فقط مشيرا إلي أنه مثلا رقم المليار سائح رقم جيد ولكنه لا يعطي أي انطباع. وقال إن هناك الكثير من القدرات السياحية الموجودة في الإعلام ولكن هناك مشكلات رئيسية في السياحة لأن صناعة السياحة تختلف عن باقي الصناعات الأخري فالأمر مختلف ويتعلق بالعديد من القواعد التي تسير عليها السياحة والتي يجب أن يعالجها الإعلام بحكمة وهو ما يجعل الأمر شديد الصعوبة بالنسبة للإعلام. قالت ليلي ريفيس نائب رئيس الاستراتيجية الرقمية في الولاياتالمتحدةالأمريكية أن الإعلام مسئول تماما عن نقل الصورة ويجب أن يكون مسئولا عن نقل الحقيقة الكاملة مشيرة إلي أن هناك الكثير من المعلومات المنشورة علي الانترنت ويجب أن نعمل علي تنمية السياحة بالصورة السليمة في صالح السياحة.. وقالت زولي زلازار نائب رئيس موسسة تنمية الصادرات والسياحة في كولومبيا أنه يجب أن يكون للسياحة دور اجتماعي لأن هناك الكثير من التحديات التي تواجه هذه الصناعة ويجب أن يلجأ القطاع إلي الإعلام في هذه العملية ومواجهة التحديات.