أكتب إليك لعل من يقرأ رسالتي يتعظ منها وتكون له عبرة فلا يكرر الخطأ مرة أخري حتي لا يصيبه ما أصابني ولا يجد إلا الحسرة والندم حتي لو بعد فوات الأوان. أبلغ من العمر 22 سنة طالب بإحدي الكليات ومثل غيري من الشباب لي صداقات كثيرة سواء ولاد أو بنات وبين هؤلاء لي صديق أعتبره المقرب بالنسبة لي.. تمتد صداقتنا لأكثر من 6 سنوات وكان بمثابة الأخ الذي لا يستغني أحدنا عن الآخر. كنت أذهب إلي منزله لنذاكر معاً ويأتي إلي بيتنا وبالطبع علاقته جيدة جدا بجميع أفراد أسرتي فكانوا جميعاً يحبونه ويعاملونه كفرد من الأسرة وكنت لا أخفي عنه شيئاً.. وكذلك أعرف عنه تفاصيل حياته كاملة. أما مشكلتي فبدأت عندما علمت بخيانة صديقي ومع من لن تصدق مع شقيقتي التي تصغر مني بعامين.. لم أصدق نفسي وأنا أراه يجلس في إحدي الكافيهات.. جن جنوني وتشاجرت معه شجاراً عنيفاً وصل إلي أن صفعته بالقلم واصطحبت شقيقتي وغادرنا المكان. لم يشفع عندي بكاء أختي وعندما وصلنا إلي المنزل ضربتها بعنف للمرة الأولي في حياتي.. وقررت قطع صلتي بهذا الصديق. لكنه رفض هذه النهاية وسط الكثير من اصدقائنا المشتركين حتي أوافق علي الجلوس معه. لكنني صممت علي موقفي فالخيانة لا يمكن أن تغتفر!! حاليا أنا في خصام مع شقيقتي التي تفعل المستحيل لتصالحني وأنا أرفض رغم غضب أهلي مني وهم بالطبع لا يعلمون سر هذا الخصام وهم لم يتعودوا مني علي ذلك وأنا رفضت إخبارهم بما حدث من شقيقتي حرصاً علي صورتها أمامهم. أنا لا أعفي نفسي من المسئولية فأنا الذي أدخلت هذا الشاب إلي منزلي وجعلته يخترق كل خصوصياتي بسهولة تامة وكان من المفروض أن أكون أكثر حرصاً علي أهل بيتي.. هذا ما حدث معي وأحببت أن أحكيه لك لأعرف رأيك وأيضا ليتعلم منه كل الشباب. المصدوم A-M في البداية أحييك علي اعترافك بالخطأ بلا مكابرة أو عناد. فالاعتراف بالحق فضيلة فأنت فتحت باب بيتك علي مصراعيه أمام هذا الشاب وتركته يصول ويجول وواضح أنك لم تدقق من الأساس في اختيار الصديق فكان ما كان! لقد تجاوز هذا الشاب ولن أسميه الصديق أبداً -كل الحدود واستغل ثقتك به- واستأمنك له علي أهل بيتك أسوأ استغلال فلن يراعي حرمة البيت ولا حق الصداقة وأنت وإن كنت وجهت له صفعة علي وجهه فهو قد صفعك في كرامتك وكبريائك! عموما لقد تصرفت معه بالحسم المطلوب وحسناً فعلت عندما قطعت صلتك به فمثله لا يعرف شيء عن الصداقة ولا يستحقها أبداً.. وبالفعل ما حدث معك يعتبر درساً لكل الشباب في التأني في اختيار الصديق وأيضا في الحفاظ علي حرمات البيت حتي لا يختلط الحابل بالنابل ووقتها لن ينفع الندم!! أيضا أحييك علي عدم فضحك لشقيقتك والرسول الكريم يقول "من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة" فما بالك بشقيقتك لكن في الوقت نفسه أطلب منك أن تترفق في التعامل معها وأن تكتفي بالفترة السابقة من العقوبة.. فهي أكيد علمت فداحة ما ارتكبت لكنها الآن تحتاج إليك أشد الاحتياج وفرق كبير في طريقة تعاملك مع هذا الشاب وبين تعاملك مع شقيقتك فإن كنت تستطيع قطع صلتك بصديق فبالطبع لا تستطيع أن تفعل ذلك مع الأخت الصغري. عليك أن تحتويها وتوضح لها الخطأ الذي وقعت فيه ولا تتركها وحيدة تتقاذفها أمواج الحياة الأشد صعوبة من أمواج البحر أحياناً.. اعفو عنها فكما أخطأت انت. هي اخطأت أيضا.. ولا تنسي أنك الرجل والأكبر سناً وعليك مسئولية تجاهها.. فتحمل مسئوليتك برجولة واعلم أن القوي هو من يستطيع أن يسامح. هي تجربة ومرت عليكما بحلوها ومرها فكفي وقوفاً عندها.. وعليك أن تتجاوزها شرط أن تتعلم من دروسها وعبرها.. فلا تكرر نفس الخطأ في المستقبل.. مع تمنياتي لك بالنجاح والتوفيق والاستقرار.