من المؤكد أن مليونية أمس "جمعة تقرير المصير" هي امتداد طبيعي للمليونية السابقة "جمعة حماية الثورة".. انها لا تفرق عنها في شيء اللهم إلا في اشتراك القوي الثورية أمس. التيار الإسلامي ألقي بكل ثقله في المليونيتين لأسباب وأهداف يعرفها القاصي والداني ليس بينها حماية الثورة ولا مصلحة مصر.. ولا مجال لتفنيدها بعد ان فندناها كثيراً وأصبحت "هلاهيل". يكفي القول ان هذا التيار الذي رفع بعد الانتخابات البرلمانية شعار "شرعية البرلمان لا شرعية الميدان" ورفض أن يشارك الثوار في أي تظاهرة أو اعتصام وتركهم يتساقطون بين شهيد وجريح ومعتقل.. لجأ الآن للميدان ونادي بشرعية الميدان من أجل مصالحه فقط انتقاماً لاستبعاد خيرت الشاطر وحازم أبوإسماعيل وطمعاً في الحكومة والرئاسة علي حد سواء. الدليل.. أن د.محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان نسي ما سبق ان قاله أوتناساه من ان الإخوان لا ينزلون الميدان إلا للضرورة القصوي وبعد مناقشة أسباب النزول من كل جوانبها ودراستها جيداً حرصاً علي أمن واستقرار الوطن. طبعاً الضرورة القصوي علي مدي جمعتين هي مصالح وأطماع الجماعة.. وليذهب أمن واستقرار الوطن إلي الجحيم. والدليل أيضاً ما قاله أبوإسماعيل عقب "قلشه" من الانتخابات حول الكفاح المسلح والعمليات الاستشهادية رغم علمه بسلامة الوثائق التي تؤكد الجنسية الأمريكية لوالدته.. وكأنه يتحدث عن بلد لقيط بلا وزن أو قيمة وليس عن مصر. أما القوي الثورية التي شاركت أمس فقط ولم تشارك في المليونية السابقة فإن موقفها واحد وواضح لم يتغير علي مدي شهور الثورة وهو موقف مبدئي محترم سواء إصرارهم علي ان الشرعية هي شرعية الميدان أو رفض الفلول أو المطالبة بتحقيق كل أهداف الثورة.. وزاد عليها أمس بعد ألاعيب وأطماع الإخوان عدم استحواذ تيار بعينه علي اللجنة التأسيسية للدستور. الخروقات إذا استمرت علي هذا النحو.. فإن النتائج كارثية وستكون الأوضاع الحالية في سوريا "جنة" بالنسبة لما يمكن أن يحدث بمصر.. فكل التوقعات محتملة وكل شيء وارد.. وهذا ليس تخويفاً أو خلق فزاعة بل هو للأسف أمر متوقع جداً وساعتها سيكون لكل حادث حديث. دعونا نترك التوقعات التي هي في علم الغيب وأرجو ان يتبدل اللون الأسود الداكن الذي أراه إلي النقيض وان يخيب الله ظنوننا.. وتعالوا نتحدث عن الواقع الذي بين أيدينا. الآن.. لدينا 13 مرشحاً للانتخابات الرئاسية ستعلن اسماؤهم في قائمة نهائية الخميس القادم بعد ان تم استبعاد عشرة مرشحين لأسباب قانونية أو إجرائية. هناك خلاف واضح علي هؤلاء المرشحين.. البعض له حظوظ أعلي من البعض الآخر وفق المجموعات والتيارات التي تسانده. الأرجح أن أحداً لن يفوز مباشرة من الجولة الأولي للانتخابات وان ال 13 مرشحاً سيتم تصفيتهم بعد هذه الجولة ليكون لدينا مرشحان فقط يدخلان جولة الإعادة لن يخرجا عن أحد أصناف ثلاثة: اسلاميان. ليبراليان. واحد إسلامي والآخر ليبرالي.. إلا ان الأقرب إلي العقل والمنطق ومن واقع الأسماء المطروحة فإن مرشحي الإعادة سيكونان إسلامياً وليبرالياً. من هنا.. فإن لي اقتراحاً ليته يجد صدي لدي المرشحين وهو اختصار هذا الكم من المرشحين في أربع مجموعات فقط. ولأن المرشحين الأكثر حظوظاً فعلاً هم أربعة مرشحين منهم إثنان إسلاميان وإثنان من الليبراليين فيمكن ان يكون علي رأس كل مجموعة مرشح من الأربعة "رئيساً" ومعه عدد من باقي المرشحين كنواب للرئيس بواقع نائبين أو ثلاثة علي الأكثر في شكل "فريق رئاسي". ان الوصول إلي كرسي الرئاسة لن يتحقق بالأماني وحدها أو بفتح الصدر أو بخداع النفس ولكن بالتخطيط والعمل والبرامج الجيدة وسابق الأعمال التي خدمت الشعب.. وهو ما يفتقر إليه كثير من المرشحين. الاقتراح له أكثر من ميزة.. أهمها: * أولاً.. ان المرشح الأقل حظاً سيكون له موقع مضمون وبارز في الهرم التنفيذي واعتقد انه عندما يكون "نائب رئيس" وحبذا لوكان من التكنوقراط أفضل مليون مرة من الا يحصل علي شيء. * ثانياً.. ان قصر الترشيح علي 4 مجموعات فقط يسهل علي الناخب اختيار الأشخاص "الفريق الرئاسي" والبرامج التي يراها أصلح وتخدم قضاياه.. خاصة ان هذا الضم يتبعه تلقائياً ضم برامج كل المرشحين في المجموعة في برنامج واحد أقوي بكثير من برامج متفرقة وغير مكتملة أو غير متكاملة. * ثالثاً.. ان تكاليف الدعاية لمجموعة واحدة سوف يتقاسمها الفريق كله.. وبهذا تكون دعاية قوية مصروفا عليها جيداً وفي نفس الوقت قانونية. * رابعاً.. عدم تشتيت الأصوات أو تفتيتها.. وهنا فقط قد يلوح في الأفق امكانية حسم المعركة من الجولة الأولي بأغلبية "50 « 1". المهم.. والمهم جداً.. زن يحدث هذا التوافق أو الاتفاق خلال يومين أو ثلاثة علي الأكثر حتي يتم تعديل صفات معظم المرشحين من رئيس إلي نائب رئيس.. وإذا لم يكن ذلك ممكناً بالشكل القانوني تحدث انسحابات مع الإعلان عن تشكيلة كل فريق رئاسي ليكون هذا ملزماً للرئيس القادم.. وحبذا لو حدث ذلك باتفاقات مكتوبة. هذا هو المهم الذي يجب ان نتحدث عنه جنباً إلي جنب مع معايير وانتخاب أعضاء اللجنة التأسيسية للدستور. وفيما عدا ذلك.. فإنه هراء ومهاترات لا جدوي منها أبداً. ** آخر الكلام * بعد كلامه عن الكفاح المسلح والعمليات الاستشهادية والرقص بالسيوف ورفع المصاحف أمام لجنة الانتخابات الرئاسية.. قال حازم أبوإسماعيل ان من بين مطالبه فضح التزوير الذي تم في اللجنة. "أ. ب" قانون ان ثبوت التجنس يأتي من الدولة المانحة للجنسية وليس من الدولة الأم.. بدليل ان أخت حازم أمريكية ولا يوجد ما يثبت ذلك في سجلات مصر سوي في حركة السفر. يا أخي اذهب لأمريكا وارفع قضية ضد الخارجية الأمريكية وإذا لم تستطع أنت فترفعها اختك الأمريكية واحصل علي حكم ضعه في عين لجنة الانتخابات.. وساعتها سأكون معك قلباً وقالباً. أما الآن.. فأنت أمامي رجل متمرد ومحرض علي الفتنة وحرق البلد. * د. محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم الإخوان قال ان نزول الإخوان في مليونية حماية الثورة جاء لإحساسهم بأن إرادة الشعب تهدر والثورة تسرق! وأين كان هذا الإحساس والثوار يطالبونكم بالنزول في أكثر من حادث جلل وأنتم ترفضون وتقولون.. الشرعية للبرلمان وليست للميدان؟!! لا تقل الثورة تُسرق.. ولكن قل الثورة سُرقت فعلاً.. وفتش عنها في جيوبكم يا دكتور.