تشير السيناريوهات السياسية التي تجري علي الساحة العربية في الوقت الحالي إلي أن اليمن السعيد هو المحطة الثانية للشبكة العنكبوتية الإسرائيلية الأمريكية بعد العراق الذي اعادوه إلي العصر الحجري بموجب القرار الظني بوجود سلاح نووي وبعد السودان الذي يجري تحضيره لضرب وحدته وتقسيمه. وبعد الصومال الذي يعوم في بحر الدماء. والقرن الافريقي ودول حوض النيل الغرقي في المؤامرات الأجنبية والمشغولة بقضايا غير المبررة. وأيضا الساحة العربية التي تتعرض للمجهول من الفتن الشيطانية والخلافات الطائفية والمذهبية الهامشية. وكأنها قد أصبحت مرتعا للمؤامرات والدسائس ومستباحة. لعبت القوي الامبريالية المتربصة بها لنهب ثرواتها. وتبديد طاقاتها من أجل تمرير خارطة طريق الفوضي. وتحقيق المصالح الصهيونية.. والبقية تأتي. .. يؤكد ذلك ما تضمنه عدد من الكتب التي خطها كبار المسئولين الغربيين بأيديهم والتي كشفت نظرة الغرب العنصرية بكل صراحة. وبلا مواربة. رغم أنها لا ترتكز علي شرعية قانونية سوي الافصاح عن أن الرب هو الذي أوهم بضرورة مواجهة التدين الطبيعي الذي تتميز به هذه المنطقة من العالم.. وتجدر الاشارة هنا إلي أن تلك المخططات العبثية قد ساهمت في خلق حالات من اليأس الذي تسرب إلي نفوس الشعوب العربية والإسلامية من السياسة الغربية خاصة بعد أن اقتربت من اختراق الواقع اليمني. وممارسة نشاطهم الاجرامي في شبه الجزيرة العربية وقد يطول منطقة الخليج. كما طال لبنان في محاولات يائسة لتفجير الجبهة الداخلية. الحقيقة أن ما يجري علي الساحة العربية والافريقية والشرق اوسطية تعبير من المؤامرات الكبري وأن اختيار اليمن بالذات لم يأت اعتباطا بل يجيء بعد دراسات استراتيجية لكثرة المشاكل وهشاشة الوضع الداخلي بين الشمال والجنوب مروراً بغياب الآليات السياسية القادرة علي مواجهة الفتن الاستخباراتية المدعومة غربيا وأمريكيا وإسرائيليا لضرب الاستقرار في منطقة الخليج واستكمال حلقة الخنق حول رقبة المنطقة.