كنت من المؤيدين لحرية ارتداء النقاب سواء للسيدات في الشوارع أو الطالبات في الجامعات والمدارس أو الموظفات في المصالح الحكومية باعتبار أن هذا الموضوع مسألة شخصية طالما لم يضر الآخرين بشرط أن تخضع أي فتاة أو سيدة للتفتيش أو الإجراءات الأمنية إذا لزم الأمر. لكن بعد أن قام العديد من المجرمين باتخاذ النقاب ستاراً للجرائم والتخفي عن أعين الناس من أجل السرقة أو القتل أو الأخذ بالثأر أو لقاء عشيق لعشيقته داخل مسكنها ووسط أولادها وفي حضور زوجها.. اقتنعت أن النقاب لم يعد شيئاً ضرورياً ومن حق أي مصلحة حكومية أو جامعة أو وزارة أن تتخذ إجراءاتها حيال ذلك بما يتلاءم مع طبيعة العمل ولا يخل بمباديء الدين لعدم وقوع جرائم أو مخالفات تضر بحقوق الآخرين. أعتقد أن الموضوع لا يحتاج إلي إقناع فالأمر واضح تماماً فمن منا يرضي أن يشاهد "شاباً" كان يرتدي النقاب ويتوجه إلي محبوبته المطلقة ويلتقي بها داخل شقتها تحت ستار النقاب وبالصدفة ينكشف النقاب عن وجه الشاب ويشاهده الناس في الشارع وعندما أمسكوا به واتهموه بالإرهاب اعترف بالحقيقة وأرشد عن عشيقته وتم حبسهما. أما الحادث الغريب وهو أن زوجة أستاذ جامعي كانت علي علاقة بأحد الأشخاص بمدينة طنطا وكانت تتقابل معه داخل شقتها وفي حضور زوجها علي أنها صديقتها ولها مشكلة بسيطة مع زوجها وتريد المبيت معها. الأغرب من ذلك أن الزوج كان يأذن لزوجته بالمبيت مع صديقتها وهو لا يعلم أن هذه المنقبة "رجل" وفي النهاية فكرت الزوجة وعشيقها في الخلاص من الزوج ونفذا جريمتهما القذرة. وبالأمس قرأت حادثاً طريفاً علي طريقة الأفلام الأجنبية حيث ارتدت خادمة النقاب والقفاز وأعدت حقنة "بنج" لتخدير مخدومتها وسرقة المجوهرات وبالفعل اقتحمت الشقة وقامت بتكميم فم مخدومتها واستولت علي المسروقات وكادت أن تقتلها لولا أن كشفها الجيران وأمسكو بها. كل هذه الجرائم تؤكد لنا أن النقاب أصبح وسيلة للتخفي يلجأ إليه ضعاف النفوس لتحقيق مآربهم والتخفي عن أعين الناس من أجل شهوة.. أو حفنة من المال "والضرورات تبيح المحظورات" وإذا كان هناك ضرورة لارتداء النقاب فهناك ضرورة لمنع الجرائم.