يبدو ان المجلس الأعلي للقوات المسلحة قد نفض يده من الخلافات القائمة حول ما يدور في اللجنة التأسيسية للدستور وما شابه من عوار أدي لانسحاب كثير من القوي السياسية ولكن.. عناد الأكثرية دفعها للتمسك بموقفها وعدم التزحزح عنه.. ترك العسكري ذلك كله وأعلن ان موعد انتخابات رئاسة الجمهورية في موعدها سواء أعد الدستور أو لم يعد ويبدو.. انه لم يعد! ** رئيس الجمهورية القادم يأتي بعد زفة انتخاباته التي شاركت فيها نماذج غريبة اما سعيا وراء شهرة أو أملا في مكاسب وأموال وكراسي في مواقع أخري.. والمهم أن يكون رئيسا لكل المصريين وأن يعيد لمصر توازنها ويقضي علي هذا التضارب الواضح بين السلطات.. كل السلطات سواء كانت تنفيذية أو تشريعية أو قضائية! ** ووسط هذا الضجيج الذي يصم الآذان ويدمي القلوب سواء من انفلات أمني أو أخلاقي بعد تفكك أسر كثيرة كانت عطشي إلي الدم فقتل الابن أباه.. وهجرت الزوجة زوجها وتمرد الأبناء علي النحو الذي يدمي القلوب وكان مادة دائمة في الصحف طغت علي ارتفاع الأسعار وأزمات السولار والبنزين والبوتاجاز ولم تفلح تصريحات الدكتور جودة في بث الطمأنينة بانتهاء الأزمة عن طريق توزيع الكوبونات بل ظهرت مشاكل هذه الكوبونات.. قبل أن تبدأ! ** وبعيدا عن الاضرابات والاعتصامات وهبوب رياح الخماسين علي كل مشروع انتاجي وغير انتاجي جاءت تصريحات النائب العام الدكتور عبدالمجيد محمود لتبعث أملا في استعادة المال الحرام الذي نهبه كثيرون في ظل رئيس كان بمثابة رئيس عصابة وليس رئيس دولة.. ومنه لله.. أنور السادات الذي بلانا به! ** النائب العام استطاع أن يستعيد عائد مليون جنيه من أنس الفقي وزوجة الدكتور نظيف الأولي وربما يكون في طريقه للثانية ومن زوجة وزير الداخلية العادلي ومن زوجة علاء مبارك وربما غيرهم وهي فروق أسعار مساكن حصلوا عليها بغير قيمتها الحقيقية ولو سار النائب العام في هذا الطريق لاستطاع مشكورا أن يدعم الميزانية الجديدة للدولة والتي من المقرر أن يبدأ تطبيقها من يوليو القادم وأن يسد خرما في طاقة العجز الكبيرة التي تواجهها. ** ومن الغريب وسط هذه البلبلة الاقتصادية يثور خلاف حول القرض الذي طلبته الحكومة من البنك الدولي.. لأن حكومة الدكتور الجنزوري لا تعجب مجلس الشعب ولا الشوري واعترضت المؤسسة التشريعية علي هذا القرض ولا ندري حتي الآن كيف يتم التعايش بين الديكتاتورية الأغلبية وحكومة تناطحها وتتمسك بشرعية وجودها ويبدو ان هذا الخلاف سيظل حتي يأتي رئيس جديد ليحسن مادام العسكري قد نفض يده منه خاصة بعد أن أغلق باب الترشيح للرئاسة وبدأ السباق الرهيب نحو القمة.. وخرجت إلي السطح خبايا اللحم الأبيض الذي سالت دماؤه في الميادين وفي كل أجهزة الاعلام ليعيد إلي صفوف الجماهير من ذاقه ونعم به وكان لعنة علي الأبناء.. وربما الأحفاد أيضا.. وما حدث في ميدان التحرير.. من صدامات بين أنصار هذا الشيخ يفتح عيوننا علي أيام صعبة نرجو أن تمر بسلام ليأتي رئيس مصر القادم مصريا.. مائة في المائة..