تم اسدال الستار علي ظاهرة حازم صلاح أبوإسماعيل المرشح "السلفي" لرئاسة الجمهورية. بعد أن ذكرت صحيفة الأهرام أن والدته الراحلة السيدة نوال عبدالعزيز نور تحمل الجنسية الأمريكية. وأنها لم تتنازل عنها حتي توفيت. وقالت "الأهرام" إن اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة تلقت خطاباً رسمياً بذلك . وبناء علي ذلك من المنتظر إذن بين لحظة وأخري أن تعلن اللجنة خروج حازم صلاح أبوإسماعيل من سباق الرئاسة. بعد الضجة الشديدة إعلامياً وسياسياً التي صاحبت ترشيحه سواء من حيث مظاهر التأييد الشعبي الكبير له. أو من حيث حصول والدته علي الجنسية الأمريكية ونفيه بإصرار شديد لهذه الحقيقة. ولسنا ندري ما هي الخطوة القادمة للمرشح أبوإسماعيل بعد ذلك.. فالرجل مازال علي نفيه لحصول والدته علي الجنسية الأمريكية. بل ويمضي أكثر من ذلك بأن هناك مؤامرة تحاك ضده حتي لا يتولي " سلفي " رئاسة البلاد. وأن هناك أطرافاً داخلية وخارجية تشترك في هذه المؤامرة. أبو إسماعيل سبق أن هدد بأن الأمور لن تمضي بسلام. ولم نعرف مغزي هذا التهديد ولا مداه. وإلي أي مدي يصل.. في الوقت الذي يحشد فيه مؤيدوه قواهم لمظاهرات ومسيرات كبري ربما تصل إلي حد المليونيات. علي أي حال نحن في انتظار وترقب لما ستسفر عنه الأحداث في الساعات والأيام القادمة. ونرجو ألا تتحول إلي أحداث مأساوية تزيد من حالة عدم الاستقرار التي تسود مصر حالياً. وإذا خرج حازم صلاح أبوإسماعيل من معركة الرئاسة تصبح الساحة خالية أمام المرشحين من مختلف الاتجاهات والتوجهات. هناك ثلاثة مرشحين إسلاميين بارزين.. المهندس محمد خيرت الشاطر مرشح حزب الحرية والعدالة. وتقف معه جماعة الإخوان بثقلها التنظيمي والتزام أعضائها وكوادرها بتنفيذ تعليماتها بدقة. ويقول المحللون إن الجماعة السلفية وحزبها "النور" ستنضم إلي جماعة الإخوان في تأييد الشاطر. خاصة أن له صلات شخصية مع قيادات هذه الجماعة.. بينما يري آخرون أن فصيلا من السلفيين سوف يمتنعون عن تأييده لأنهم اعتبروا ترشيحه منذ البداية محاولة لضرب أبوإسماعيل.. لذلك ربما يذهب البعض لتأييد أبوالفتوح ويذهب البعض لتأييد العوا. هناك المرشحان الإسلاميان الآخران الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح "مستقل" والدكتور محمد سليم العوا "مستقل" ولكل منهما قطاع عريض من أصحاب التوجهات الإسلامية والليبراليين. وسوف تصبح الأصوات الإسلامية موزعة بين الثلاثة.. لكن يظل الشاطر صاحب السبق بفضل جهود وتأييد جماعة الإخوان. أما المرشحون من خارج التيار الإسلامي فمنهم ثلاثة هم الأكثر حظوة من الناحية الشعبية وهم عمرو موسي وأحمد شفيق وحمدين صباحي.. والثلاثة يحاولون استقطاب الأحزاب الليبرالية.. وإن كان حزب الوفد يميل لتأييد عمرو موسي الذي يدور بينه وبين شفيق سجال سياسي واتهامات متبادلة. وهو سجال في غير صالحهما معاً. لكن يظل لكل من المرشحين الثلاثة شخصيته المتفردة وأسلوبه في كسب الأنصار والمؤيدين. معركة الرئاسة وإن كانت هناك شواهد ودلائل علي حسمها لصالح المهندس خيرت الشاطر إلا أنها تخرج عن كل التوقعات.. فهي معركة شرسة للغاية. وستكون حامية الوطيس اعتباراً من يوم 9 أبريل الحالي حتي يوم التصويت في 23 مايو القادم. كل ما نرجوه أن يرتفع المتنافسون إلي مستوي الحدث.. ولا تحدث منغصات تهدد الأمن.. ونتمني أن يشهد العالم بنزاهتها وبتحضر شعبنا وإقباله علي اختيار رئيسه. وسوف نقول جميعاً للفائز : ألف مبروك.. لقد بدأت الجهاد الأكبر.. أعانك الله علي تحمل مسئولياتك لبناء وطن قوي عزيز يحترم كرامة الإنسان المصري.. ويرسي نظاماً ديمقراطياً سليماً.