علي غير عادتها لم تتزين عروس المتوسط لاستقبال زائريها هذا العام. ورغم ان أعياد شم النسيم لم يتبق عليها سوي أيام قليلة الا ان شواطيء الاسكندرية مازالت محتجبة عن الرؤية وتحتلها عشرات الكافيتريات حتي الكورنيش الذي طالما كان مقصدا للزائرين لقضاء أحلي الأمسيات بأقل تكلفة أصبح مجرد كتل خرسانية خربة يصعب المرور من خلالها. بعد هجمات الشتاء التي أدت لخلخلة الكراسي الخرسانية الموزعة علي سور الكورنيش- الخرساني أيضاً- فاختلط السور بالكراسي مكونين قطعا خرسانية متناثرة تعوق طريق المارة بدلا من تقديم الراحة لهم!!!! ولما كانت شواطيء الاسكندرية من أكثر المناطق التي تتعرض للنحر وتغيرات المناخ في العالم مع سوء التخطيط والتنفيذ فقد أصبح أهل الاسكندرية قاب قوسين أو أدني من الاستعداد لقضاء صيف بلا شاطيء. أو الذهاب لمصيف آخر. مثلما حدث خلال الاعوام الأخيرة الماضية بعد ازدياد حالات الغرق المتعددة في أغلب الشواطيء علاوة علي عدم الالتزام بمراعاة المعايير الدولية و وضع الحواجز المانعة لحماية الشواطيء. يقول محمد ممدوح- صاحب شركة دعاية- لقد قضي مشروع توسعة الكورنيش علي الرمال الواسعة العريضة التي تكونت علي طول الزمان وكانت خط الدفاع الأول ضد الأمواج. ولم تفلح طرق الحماية البديلة في توفيرها خلال الاعوام الماضية وأشار إلي ان محاولات حمايةالشاطيء في السنوات السابقة باستخدام الحواجز المتقطعة أو الألسنة البحرية أو الكتل الخرسانية سيئة المنظر. ولم تحقق الغرض المرجو منها. وحتي طريق الكورنيش أصبح المشي- مجرد التمشية- عليه مخاطرة كبيرة. يجب التفكير قبل اتخاد القرار بالبدء فيها. فالكورنيش عبارة عن كتل خرسانية مبعثرة كانت فيما مضي سور الكورنيش الأسمنتي أو الكراسي التي أعدت للجلوس عليها. وكلاهما لم يصمدا أمام الشتاء فتصدع السور وانهارت الكراسي لتتحول التمشية علي الكورنيش لمغامرة غير محمودة العواقب. توافقه الرأي سوزان ندا- منسق حزب التحالف الشعبي بالاسكندرية- مشيرة إلي أنه في منطقة الشاطبي يوجد سور عال رأسي أمامه شاطيء من الرمال. وقد أدت النوات الشديدة مؤخراً إلي تآكل الشاطيء بالكامل ونحر خطير تحت السور العالي لطريق الكورنيش. ومازال الامر يتفاقم يوما بعد يوم حتي الآن دون أي تدخل من مسئولي الشوطيء بالمحافظة. وفي المنطقة الواقعة بين الشاطبي وكليوباترا والتي تتكون الحماية فيها من كتل مكعبات خرسانية. أدت النوات إلي خلخلة الكتل وإحداث شروخ كثيرة بها. لقد تم صرف ملايين الجنيهات علي حماية خاطئة فلم يتبق من الحاجز العالي سوي شواهد أحجار تستريح فوقها الطيور وفي منطقة سيدي جابر ومصطفي كامل وجليم حيث توجد أندية للمعلمين والجيش والشرطة فقد هاجمت النوات النوادي وأغرقت المياه القاعات. وتحطمت المطاعم ولم تؤثر الألسنة البحرية المنشأة للحماية الا تأثيراً سيئاً. يطالب عادل رمضان- سائق- أياً من المسئولين بالنزول لشواطيء سيدي بشر. وخاصة منطقة بئر مسعود والتي تحولت لمقلب لمخلفات البناء. والتي يتم القاؤها في البحر تباعا في غفلة متعمدة من مسئولي حي المنتزه. ويضيف انه تخريب منظم لمعالم الاسكندرية يقصد به هدم السياحة. وقطع أرزاق العباد ممن يتعايشون علي المصطافين. ويتساءل اسلام حافظ- محاسب- عن المسئول الذي لا يحاسب أحد منذ سنوات عديدة قام خلالها بحرمان عشاق الاسكندرية من سكان وزائرين من رؤية البحر وملامسة رماله وسمح بوضع أسوار خشبية علي سور الكورنيش وبوابات حديدية علي مداخل الشواطيء مثل "شاطيء الميناء الشرقي وسيدي بشر وميامي والعصافرة وغيرها" الامر الذي أصبح حائلاً دون رؤية البحر الذي تم حجبه خلف هذه الأسوار.. بل وتم منع المواطنين من الجلوس علي سور الكورنيش!!! يشدد محمد نصار- مستخلص جمركي من سكان حي الجمرك- في منطقة بحري مازال أهل المنطقة ممنوعين من مشاهدة البحر بعد ان قامت مجموعة من الجمعيات الأهلية وغيرهم من مستغلي الشواطيء باغلاق أجزاء كبيرة منها. وأقامت داخل المناطق المغلقة عدداً من الكافيتريات والديجيهات والمطاعم بدون تراخيص حتي ان احد المطاعم قد احترق وعاود مزاولة نشاطه فور اطفاء الحريق. لقد حدث ذلك منذ عدة أعوام. وهو مستمر حتي اليوم فمسئولو الشواطيء لم يتغيروا سواء علي مستوي الأحياء أو المحافظة!! يضيف نصار: أصبحت الكافيتريات والمطاعم والمقامة تحت مساحات شاسعة من شواطيء وكورنيش الثغر ليس في منطقة بحري وحدها ولكن في أغلب الشواطيء حتي انها احتلت الممشي الرئيسي أمام قلعة قايتباي. وراح الباعة الجائلون يفترشون ما تبقي من الممشي.