سنابك جوادي تتعثر والرؤية لم تعد ممكنة.. سحابات الغيوم تتكاتف وتتحول من اللون الرمادي إلي اللون الأسود.. وحياة الصحراء عودتنا أن نحترس من كل قادم.. لأنه مجهول وان نكون علي حذر من أي تقلبات قد تهب فجأة فتطيح بجنابات بيت الشعر الذي تحتمي به.. وحال مصر الآن لم يعد يختلف كثيرا عن حال الصحراء في مناخ الشتاء العاتي متقلب الأحوال.. فالسماء ملبدة بالغيوم والهموم والخوف من مجهول قد يأتي فجأة لا نعرف من أين جاء أو ماذا يريد؟ وماذا يخبئ في جعبته؟؟ أحوالنا لم تعد مرضية فالمشاكل تفرض نفسها علي كل مناحي الحياة ولا بارقة أمل في ان هناك شيئا سيتغير.. فالانفلات في كل شئ والأمن غائب والمسئولون تجمدت مشاعرهم ولم يعد يعنيهم هم هذا الوطن أو ساكنيه فساد الانفلات واستشري وعلت الأنا علي مصلحة الوطن فهذا استباح لنفسه قطع طرق المواصلات وآخر عطلها وثالث افتعل أزمة المحروقات وسائقين يستغلون الموقف في فرض أعباء علي البسطاء من أبناء شعبي ولما لا يفعلون طالما لا أحد يحاسب والحكومة ورجالها ورئيسها الذي استبشر البعض بقدومه خيرا وأحمد الله أني لم أكن منهم أصم الأذن وغض البصر وأصبح وكأنه يعاقب جموع الشعب ان بعضهم اعترض علي توليه المسئولية الصورية التي قال عنها ان له صلاحيات رئيس الجمهورية واتضح انه لا يملك حتي مسئولية سايس في موقف عشوائي والنتيجة الحتمية هذا التردي والمعاناة التي وصلت طريق اللاعودة ولا أدري أي ذنب جناه أبناء وطني ليحدث لهم ما هو جار الآن؟! ولقد زاد من درجة احباطي ما قاله لي صديقي البدوي الأمي الذي لا يعرف من العلم الا ما يسمع في المذياع وللحق متابعته أكسبته خبرة سياسية وقدرة علي التحليل قد لا تتوفر للكثير من ادعياء ا لسياسة الآن وما أكثرهم فقد اذهلني انه لا يري خيرا سيحققه مجلس الشعب وانه رغم كونه سلطة تشريعية وانه السلطة الوحيدة الشرعية والمنتخبة في البلاد الا انه عاجز ومصدر عجزه انه مازال في حالة ذهول من ما تحقق فاغلب أعضائه لم يكن يتصوروا ولو في منامهم أيا منهم سيكون عضوا في البرلمان.