كانت ستصبح أحلي وأجمل لو كان العنوان "إخواناً سنمضي".. والمقصود اننا جميعا وعلي اختلاف أفكارنا وأيديولوجياتنا سنصبح أخوة نعمل معاً ونتشارك معاً من أجل بلادنا.. إذا لم تكن ضليعاً في قواعد اللغة العربية أقول لسعادتك إن "إخواناً" هي مفعول به مقدم لفعل "سنمضي". الإخوان أبوا واستكبروا واستنكروا أن يشاركهم أحد في أي شيء وقال رئيس الجمعية التأسيسية للدستور د. سعد الكتاتني الذي هو أيضاً رئيس مجلس الشعب. تعليقاً علي انسحاب البعض من الجمعية "سنمضي في طريقنا" أي اللي عايز يشارك يتفضل واللي مش عايز هو حر.. سنضع دستورنا.. سنضع دستورنا.. وسوف نمضي.. فعلاً "إخوان.. سنمضي".. "سنمضي وحدنا" صفة أصبحت ملاصقة للإخوان.. منها لله اللغة العربية "ألف" فقط تُلحق ب "إخوان" كانت كفيلة بوضع بلادنا علي بداية الطريق الصحيح.. لكن تقول لمين.. لعن الله الطمع والطماعين. انقسمت البلاد ومن عليها.. كانت ستصبح أجمل لو كانت "انتصرت البلاد ومن عليها" انتصر ناسها علي أنانيتهم وأطماعهم.. لعنة الله علي الغرور والعنجهية. الطريق إلي الجحيم مفروش بالنوايا الطيبة.. ربما تكون نواياهم طيبة لكن سلوكياتهم تفرق ولا تجمع.. تزرع البغض والكراهية بدلاً من المحبة والوئام.. كتبت قبل انتخابات مجلس الشعب ما نصه: "إذا حصل الإخوان علي أغلبية وحاولت أي قوي. سواء كان المجلس العسكري أو غيره الانقضاض علي إرادة الشعب سأكون أول من ينزل إلي الشارع دفاعاً عن الإخوان". لست نادماً علي ما كتبت ومازلت عند موقفي.. لكن "موقف" الإخوان ليس مستفزاً فحسب.. موقفهم يجعل المرء في حيرة ويجعل التساؤلات تتوالي .. أليس بينهم من يتمتع بحكمة ورجاحة عقل وقدرة علي قراءة الواقع بشكل يجعله يتحسب قبل الإقدام علي مغامرات غير مأمونة العواقب.. أكيد بينهم كثيرون لكن يبدو أنهم ليسوا أصحاب قرار. وبغض النظر عن القرار الذي ستصدره المحكمة الإدارية الاثنين القادم بشأن دستورية الجمعية التأسيسية.. فإن تصرفات الإخوان ومعهم السلفيون بالطبع غير مطمئنة وتنذر بكوارث وربما بحروب طاحنة تؤدي إلي تراجع البلاد عشرات السنين وإلي وضعها في مهب الريح.. لماذا نخسر أنفسنا وبلادنا وتوافقنا مع ان المسألة لا تحتاج أكثر من "ألف" تضاف إلي "إخوان.. سنمضي" لتصبح "إخواناً سنمضي".. هل المسألة صعبة إلي هذه الدرجة؟ أظن انها سهلة جداً إذا "عقلها" الإخوان. لعن الله الطمع والغرور والعنجهية.. ولعن كذلك المادة "60" من الإعلان الدستوري التي جاءت مربكة ومرتبكة.. ربما لتضعنا في هذا المأزق الخطير.. استرها يارب .