يبدو أن هوس الاعلام قد أصاب الكثيرين مما وجدوا أنفسهم فجأة علي مقاعد مجلس الشعب. فهم لا يصدقون أنفسهم بعدما سبحوا في دماء شهداءالثورة إلي أن وصلوا إلي ما وصلوا اليه.. هوس الاعلام أصاب البعض بالعشي الليلي والنهاري. فهم ينطلقون بالاحاديث والتصريحات التي تسيء اليهم وتكشف جهل بعضهم السياسي وتسيء لنا كشعب.. نائب من نواب الشعب الذي فتحت لهم الأبواب وجاءتهم الدعوات من السماء لحضور مناسبات هنا وهناك وركبوا طائرات وأقاموا في فنادق لم يحلموا يوماً بالمرور بجوارها وعندما يرون كاميرا أو ميكرفوناً يصابون بالهطل. منهم نائب جاءته دعوة لزيارة لبنان لم يسأل نفسه عن مناسبة هذه الدعوة وهل يقبلها أو يرفضها ومن هو صاحب الدعوة ولم يسأل نفسه الغرض الحقيقي من الزيارة ولكنه وجدها فرصة للاستجمام واطلاق بعض التصريحات وإلغاء خطبة هنا وخطبت هناك لاستكمال الأبهة ظناً منه أنه أصبح نجما سياسيا. خرج من المحلية إلي الاقليمية كخطوة ليصبح نجما دولياً. هذا النائب المصري الهمام الذي تحدث كثيراً عن الثورة والثوار وجد نفسه في حضرة سمير جعجع أحد قادة حزب الكتائب اللبناني وقائد الميلشيات جيش جنوب لبنان وأحد منفذي مذبحة صابرا وشاتيلا في لبنان والتي راح ضحيتها ثلاثة آلاف شهيد.. سمير جعجع يداه ملوثتان بدماء اللبنانيين والفلسطنيين معاً وقد أدين وحكم عليه بالاعدام ثم تم تخفيف الحكم إلي الاشغال الشاقة بعد الاتفاق الذي وقع عام 1991 ثم اسقطت عنه الاتهامات في اطار انهاء الحرب الأهلية في لبنان. نائب مجلس الشعب الهمام وقف في حضرة هذا العميل الاسرائيلي يشيد به وبتاريخه وبأنه رمز الثورة والصمود في العالم العربي.. المشكلة كما ذكرت في هذا المكان مرارا وتكرارا بأن هناك من لم يرب سياسيا واذا به يجد نفسه في مكان لم يتهيأ له. فأصابه ما أصابه من هوس الاعلام.. ممثل للشعب المصري وعضو في مجلس الشعب المصري أصاب بالعشي السياسي واصابنا نحن بالمهانة.. هذا العضو لا يمثل نفسه. فعضوية مجلس الشعب يجب احترامها وعليه ان يعتذر مرتين مرة للشعب اللبناني الذي لاقي الويل علي أيدي السفاح سمير جعجع وان يعتذر مرة أخري للشعب المصري الذي أهانه بمثل هذه التصريحات وأظن ان الشعبين المصري واللبناني قد لا يقبلان هذا الاعتذار.