كارثة كبري أن يكون لمصر رئيس من الإخوان يرجع في قراراته إلي المرشد العام محمد بديع ومجلس شوري الجماعة. يعني كارثة بحق أن يتحول رئيس مصر إلي رجل من رجالات المرشد!! قس علي ذلك أموراً كثيرة فمنصب زعيم حزب الحرية والعدالة منصب سياسي يجب أن يعمل من خلال رؤية سياسية للحزب. ومن المنطلق السياسي الذي يفرضه الواقع ومصلحة مصر. ولا يكون مرجعه المرشد ولا جماعة الإخوان. الإخوان أعلنوا رسميا عن مرشحهم لخوض انتخابات الرئاسة واستقر رأيهم بعد طول انتظار علي المهندس "خيرت الشاطر" نائب المرشد. حق لأي فصيل سياسي أن يدفع بمن يراه صالحاً ومؤهلاً لخوض الانتخابات وتولي منصب الرئيس لكن ليس من حق أي فصيل أو جماعة أن تفرض نظاما سياسيا بعينه. وليس من حق الإخوان بما لهم من أغلبية برلمانية أن يتحدثوا عن أن مصر تتجه بعد الفترة الانتقالية إلي النظام البرلماني. من أعطي الإخوان الحق في الحديث نيابة عن كل مصر. وأن يحددوا لنا النظام السياسي الذي نفضله؟! الأمور الكبيرة تطرح للنقاش والمداولة. ثم نستقر علي رأي يستفتي فيه الناس لأن مصائر الشعوب لا تقررها فئة أو فصيل أو جماعة واحدة! الإخوان يتطلعون لبسط قبضتهم علي السلطة التنفيذية. وهذا حق مشروع لا ننكره عليهم بما لا يخالف القانون والدستور. لكن التحول إلي النظام البرلماني بدافع من هاجس الفرعون والديكتاتور للهروب من النظام الرئاسي الذي ألفناه. يؤدي بنا إلي نظام ضيق وخانق لا يصلح في ظل هشاشة الأحزاب السياسية عندنا! انتخابات الرئاسة في أمريكا مثلاً تجري في احتفالية كبري بطول أمريكا وعرضها يشتبك المرشحون للرئاسة في مناظرات ومجادلات برامج انتخابية يحصل فيها الأمريكيون علي دروس مجانية في السياسة. فلماذا نضن علي أنفسنا بمثل هذه الاحتفالية ونغلق الأبواب والنوافذ أمام ظهور رئيس يتمتع بكاريزما يمكن أن يقود مصر وينهض بها لنظل قيد نظام ضيق بكل مساوئه؟!