* يسأل: أسامه النجار من عين شمس بالقاهرة: لماذا أجاز الشرع الخطبة قبل عقد الزواج؟ وما الذي يسمح به الدين في النظر الي المخطوبة. وهل الخلوة بالمخطوبة جائزة أم لا؟ ما رأي الدين فيما تجري عليه الأمور بين الخاطب وخطيبته في الوقت الحاضر؟ ** يجيب الشيخ اسماعيل نور الدين من علماء الأزهر الشريف: العلاقة بين المخطوبين هي علاقة تعارف واتفاق مبني علي الزواج ولا تحل المخطوبة للخاطب إلا بإجراء العقد الشرعي وقد اجازها الشرع قبل عقد الزواج ليتعرف كل من الزوجين علي الطرف الآخر الذي سيكون شريك حياته وقد اباح الشرع ان ينظر كل منهما الي الآخر نظرة تعارف فقط وأحل لهما ان يجتمعا معا وسط الأهل والاقارب لدراسة احوال كل منهما للآخر لتحصل الموافقة والملاءمة وفي ذلك يقول النبي صلي الله عليه وسلم " اذا خطب احدكم المرأة فإن استطاع ان يري منها بعض ما يدعوه الي زواجها فليفعل" "أي الوجه والكفين فقط" وقد قال صلي الله عليه وسلم للمغيرة بن شعبه وقد خطب امرأة :" انظر اليها فإنه احري ان يؤدم بينكما" والخلوة بالمخطوبة غير جائزة وإساءة فهم للخطبة ومصدر شر وضرر عليهما ففي وقتنا الحاضر كثيرا ما يخرج الخاطب مع مخطوبته الي اماكن اللهو والتنزه والخلوة معا بحجة الخطبة ثم يقع كثير من الأمور التي لا تحمد عقباها ولذلك يجب ان نلتزم بأمور ديننا ففيها سعادتنا وضمان مستقبلنا. * يسأل شاكر محمد دسوقي من الفيوم هل صحيح أن الإسلام يحض علي العمل وأن خير العمل ما كان بيد الإنسان وما الدليل علي ذلك؟ ** يجيب الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر الشريف: أن الله تعالي يحب الإنسان صاحب الصنعة أو الحرفة ورسول الله صلي الله عليه وسلم يقول "لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب علي ظهره خير من أن يأتي رجلا أعطاه الله من فضله فيسأله أعطاه أو منعه" وقال صلي الله عليه وسلم "اليد العليا خير من اليد السفلي" وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم "الأسواق موائد الله تعالي فمن أتاها فأصاب منها" أي أصاب منها حلالا طيبا بارك الله له فيها فالحرفة مشروعة لعمارة الدنيا والحرفة أنواع منها حرفة التجارة والزراعة والصناعة ولها مصادر للكسب الحلال مثل الاستخدام والإعارة والميراث والهبة وما عدا ذلك يعتبر من المصادر الأثيمة مثل الرشوة وهي ما تعطي بقصد الحصول علي منفعة دنيوية فمن أخذها فقد أثم لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم لمن بعثه علي الصدقات الازد عندما جاء للرسول صلي الله عليه وسلم قال هذا لكم وهذا لي فقال له الرسول الكريم العفيف عندما سمع منه ذلك "الا جلست في بيت ابيك وبيت أمك حتي تأتيك هديتك إن كنت صادقا" ثم قال "مالي استعمل الرجل منكم فيقول هذا لكم وهذا لي هدية إلا جلس في بيت أمه ليهدي له والذي نفسي بيده لا يأخذكم منكم احد شيئا بغير حقه إلا أتي الله يحمله فلا يأتين أحدكم ببعير له رغاء أو بقرة لها خوار او شاة تبعر ثم رفع يديه الي السماء حتي ظهر بياض إبطه ثم قال اللهم هل بلغت اللهم فاشهد وسئل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه شفاعة فأهدي له المشفوع له جارية فغضب سيدنا مسروق وردها وقال لو علمت ما في قلبك لما تكلمت في حاجتك؟ ولا أتكلم فيما بقي منها.. فينبغي للعامل المسلم أن يتخذ حرفته سلوكا مشروعا ربانية للكسب الحلال الذي يتعيش منه فإنها تحفظ الكرامة وتعين علي الطاعة وتساعد في رفع مستوي الأمة والأسرة ولقد قال سليمان الدراني "ليست العبادة أن تصف قدميك وغيرك يقوت لك ولكن ابدأ برغيفك فأحرزه ثم تعبد وقال سيدنا لقمان عليه السلام لابنه يا بني استعن بالكسب الحلال عن الفقر فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابته رقة في دينه وضعف في عقله وذهاب مروءته.