أكد الفنان العالمي عمر الشريف أن العالم الغربي ليس في شغف لمشاهدة الأفلام المصرية التي تناقش الواقع الحالي بقدر تشوقه وحبه الشديدين لمشاهدة الافلام المصرية التي تحاكي الحضارة المصرية القديمة.. وطالب خلال ندوة "مصر في عيون سينما العالم" التي شارك فيها د. زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار.. بضرورة انتاج أفلام سينمائية مصرية عن مصر القديمة.. وتوقع أن تلقي انتشارا وقبولا عالميا حتي لو أخفقت في التوزيع والانتشار علي المستوي الداخلي.. علي اعتبار أن الغرب في حاجة ماسة لمعرفة المزيد عن حياة المصريين القدماء وليس في حاجة إلي إظهار السلبيات التي رسمتها بعض الأفلام التي انتجت مؤخراً حول حياة المصري المعاصر بشكل فج.. في إشارة واضحة لأفلام العشوائيات.. مؤكدا ان السينما المصرية الحالية ضعيفة وتعاني من الانغلاق محلياً واقليمياً. أكد الشريف أنه اتفق مع وزير الثقافة فاروق حسني علي المشاركة في فيلم جديد من انتاج الوزارة تحت عنوان "كفاح طيبة" للأديب العالمي المصري الراحل نجيب محفوظ.. حيث يدور الفيلم حول الحضارة المصرية القديمة وعمليات توحيد أقطار مصر التي كانت مقسمة. أضاف عمر الشريف أن الفيلم السينمائي المصري في فترة الخمسينيات كان يتمتع بمكانة كبيرة واهتمام معقول.. بالإضافة إلي ريادة مصر سينمائيا للمنطقة العربية علي مدار عدة عقود.. علاوة علي انضباط ميزان العدالة الاجتماعية داخل المجتمع المصري في ظل تعداد ونمو سكاني مقبول.. وهذا علي عكس الواقع الموجود في الوقت الراهن والذي بلغت فيه الاسعار إلي أعلي معدلاتها بجانب ارتفاع نسبة التضخم والبطالة وزيادة المشاكل الاجتماعية الاخري.. مؤكدا ان تلك العوامل انعكست بشكل مباشر علي صناعة الافلام السينمائية وطرق معالجة وتناول موضوعاتها. ألمح الشريف إلي ضعف السينما المصرية الحالية وانغلاقها علي المستوي المحلي والاقليمي بعيدا عن الانتشار العالمي والانفتاح علي أسواق جديدة خاصة السوق الأوروبية.. وقال: يزيد علي ذلك أن الانفتاح الحالي في مجال تعدد الفضائيات ساهم في قتل السينما والقضاء عليها. وحول لجوء المخرجين الاجانب للبلدان العربية الأخري مثل المغرب لتصوير أعمالهم الفنية التي تحاكي الواقع العربي والحضارة المصرية القديمة علي الرغم من توافر الاماكن الطبيعية والتضاريس الجغرافية الهائلة في مصر والمواقع الاثرية الحقيقية اجاب عمر الشريف قائلا: كنت أتساءل دوما عن سر ذلك وطرحت هذا التساؤل علي عدد من المخرجين الغربيين الذين عملت معهم.. فأخبروني أنهم يتعرضون لمضايقات رقابية متعسفة اثناء تصوير اعمالهم في مصر. من جانبه أكد د. زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار أن العديد من الافلام الاجنبية التي تناولت الحضارة المصرية القديمة أظهرت الفراعنة الذين كانوا يحكمون مصر بأنهم طغاة ومتجبرين في الأرض وهذا أمر غير صحيح باستثناء فيلم أمريكي إنتاج حديثا تحت عنوان Cairo time بجانب سينما "نجيب محفوظ" التي أنصفت الصورة النمطية للفراعنة القدماء. طرح حواس تساؤلاًَ أخر قائلا: هل الأفلام المصرية التي تقدم حاليا تعبر عن الواقع المصري الحقيقي؟! اجاب قائلا بأن بعضها يلامس الواقع علي الأرض.. بيد أن معظمها خاصة "أفلام العشوائيات" لا تعكس الواقع الحقيقي لحياة معظم المصريين.. ويتم عملها بصورة فجة ومبالغة شديدة تسيء إلي مصر والشعب المصري عند مشاهدة تلك الافلام في الخارج مثل فيلم "إبراهيم الابيض" و "حين ميسرة" لخالد يوسف. أكد زاهي حواس أن هناك صورة نمطية سيئة عن المصريين لدي الفنانين الغربيين بسبب تعرض بعض السائحين لاعمال سرقة وتحرش وغير ذلك مطالبا صناع السينما بحماية تلك الصورة والدفاع عنها من خلال الفيلم السينمائي. طالب حواس بضرورة تخصيص جهة واحدة بعينها تكون تابعة لوزارة الاعلام لتكون مسئولة عن التعامل مع الجهات الانتاجية الغربية التي تريد التصوير في مصر.. وتكون معنية بجميع الإجراءات من حيث استخراج التصاريح والحصول علي الموافقات وتذليل العقبات وغير ذلك. ويري حواس أن هذا من شأنه زيادة الجذب السياحي في مصر بجانب جذب الاستثمارات الفنية وعمل دعاية عالمية للحضارة المصرية سينمائيا. انتقد زاهي حواس جميع المخرجين العرب الذين يتناولون الاحداث التاريخية القديمة بدون الرجوع الي المتخصصين في الآثار والتاريخ وقال: علي الرغم من عبقرية المخرج الراحل يوسف شاهين الا ان عبقريته تلك افسدت فيلم المهاجر.. لأنه لم يحاول اللجوء إلي الاثريين المتخصصين لمعرفة الشكل والمظهر والوقائع التاريخية الحقيقية الثابتة. وفي نهاية الندوة اشار زاهي حواس إلي أنه يعتزم تأليف مسلسل يتناول فيه حياة الملكة المصرية القديمة حتشبسوت ابنة الملك حتمس الاول وزوجة الملك تحتمس الثاني وزوجة أب تحتمس الثالث وذلك بعد بلوغه سن التقاعد.