نجح المايسترو صلاح غباشي قائد فرقة عبدالحليم نويرة في تقديم سهرة متميزة للموسيقي والغناء العربي في حفلها الأخير الذي أقيم علي مسرح الجمهورية بالرغم من أن الحفل لم يحمل عنوانا معيناً إلا أنه جاء متضمناً لكل المناسبات الحالية مما جعل التنوع من أهم سماته بالاضافة لاتقان الأداء الغنائي والمصاحبة الموسيقية وحسن اختيار الفقرات.. انقسم الحفل كالعادة إلي قسمين كل منهما يتضمن 6 فقرات بدأت بالموسيقي البحتة واختتم بأغنية كلاسيكية طويلة البداية في القسم الأول كانت مع موسيقي أغنية "حاول تفتكرني" من ألحان بليغ حمدي الذي نفتقد ألحانه في فرق الموسيقي العربية ولم نسمع عن فرقة تحتفل بذكراه رغم تراثه الغزير ودوره البارز في مسيرة الأغنية المصرية.. أما البداية في القسم الثاني كانت مع موسيقي دقات القلب لأحمد فؤاد حسن والعملان كانا فرصة جيدة لبيان مهارة العازفين في الأداء الجماعي والفردي الأول أوضح التعبيرية التي تميزه وقد أدت الفرقة مقتطفات منها تجنب فيها المقدمة التي تعتمد علي آلات ليست في فرقته مثل الجيتار والأورج والأكورديون والباص ساكسفون ولكنه اختار الفقرات الأخري التي بها عزف منفرد للكمان الذي أداها نجم الفرقة محمد نصر والإيقاع الذي تفوق فيه مجموعة الايقاع برئاسة العازف المجتهد إيهاب عباس ولكن هذه الأغنية يجب أن تؤديها هذه الفرقة كاملة بالتوزيع حيث بها دور بارز للكورال وتوزيع مبتكر للآلات أما المقطوعة الثانية فكانت فرصة لمجموعة الوتريات والقانون حيث تعتمد هذه المقطوعة علي النبر علي الأوتار. تضمن البرنامج غناء جماعي حيث احتفل بعيد الأم عن طريق أغنية فايزة أحمد "ست الحبايب" ألحان محمد عبدالوهاب حيث أداها بتوزيع جميل للكورال أعطاها ثراء وأضفي علي البرنامج تنوع في طريقة الأداء وفي النصف الثاني من الحفل قدم أيضا أغنية فريد الأطرش "يا زهرة في خيالي" ولكن أيضا اختفت آلة الأبوا التي يبدأ اللحن بها والذي صاغه فريد علي رقصة التانجو الغربية وكان التوزيع جيداً للمجموعة واتضح فيها جهد المايسترو.. خلال هذا كان الغناء الفردي المسيطر علي البرنامج فاحتفالاً بذكري حليم استمعنا من مجمود عبدالحميد إلي أغنية "كفاية نورك عليا" كلمات مأمون الشناوي وألحان كمال الطويل والذي استمعنا من ألحانه أيضا إلي أغنية "الشوق والحب" التي شدت بها سماح عباس والاثنان جاء أداؤهما طيباً.. من أغاني حليم أيضا غني هاني عامر لحن محمد عبدالوهاب "توبة" التي انسجم معها الجمهور وأما عبير أمين فقد أدت أغنية شادية "شباكنا ستايره حرير" ورغم أن نسيج صوتها لا يتناسب مع صوت شادية وأقرب لنجاة إلا أن أداءها التعبيري الجيد جعلها حازت إعجاب الجماهير ومن ألحان محمود الشريف شدا تامر عبدالنبي بأغنية "بايعني ولا شاريني" التي أضفت تنوعا علي البرنامج أما نجم هذا الحفل فكان لحن فريد الأطرش "يا مالكة القلب في ايدك" الذي أداه إسلام سعيد باتقان وجمال ساعده عليه تشابه صوته مع فريد وقد صفق الجمهور علي نغماتها وتم إعادتها بناء علي طلبه وكانت أكثر الأغاني التي أضفت جواً مرحاً علي هذه السهرة. تضمن البرنامج من روائع رياض السنباطي عملين يعدان من عيون التراث الغنائي العربي اللحن الأول جوابتك كلمات حسين السيد وأدته أجفان في ختام الفاصل الأول بأمانة أظهرت دراميته العالية الثاني قصيدة سلوا قلبي أشعار أحمد شوقي وأدتها رحاب عمر التي تخصصت في أغاني كوكب الشرق وقد بلغت في الأداء مرحلة كبيرة من النضج جعلت الجمهور يستعيد تذوق الفصحي واللحن الثري الذي يعبر عن الكلمة ويوازيها في الجمال ويحسب للمايسترو غباشي اختياره لهذه الألحان وترتيبها في ختام البرنامج لتكون خير ختام لهذه الليلة الأصيلة.