سؤال مطلوب توجيهه إلي جماعة الإخوان المسلمين وإلي حزب الحرية والعدالة: هل إذا شكلتم حكومة إخوانية الآن علي أنقاض حكومة الدكتور كمال الجنزوري سيتم إصلاح حال مصر وحل كل مشاكلها خلال الأشهر الثلاثة القادمة؟! هل ستملك هذه الحكومة المفترضة عصا سحرية كعصا موسي عليه السلام تقضي علي الانفلات الأمني الذي لم يترك شبراً من أرض مصر إلا وعاث فيه المجرمون علي مختلف أنواعهم وأشكالهم؟! هل ستقضي هذه الحكومة السحرية علي أزمات السولار والبنزين والبوتاجاز وكلنا نعلم أنها أزمات مفتعلة وراءها عصابات ومجرمون يدبرونها ويحكمون خيوطها.. اللهم إلا إذا كنتم تعرفون هذه العصابات وتسكتون عنها عمداً لإشاعة هذه البلبلة ولتثبتوا أن حكومة الجنزوري عاجزة تمهيداً لتغييرها. هل ستقضون علي المشاكل الاقتصادية المستحكمة وخاصة ما يتعلق بعجز الموازنة ونقص السيولة وعجز الاحتياطي من العملات الأجنبية؟! هل تعرقلون اتفاق حكومة الجنزوري مع صندوق النقد الدولي لإقراض مصر 3.2 مليار دولار ليكون لكم شرف توقيع هذا الاتفاق بمجرد تشكيل حكومتكم؟! لقد تعاطفنا معكم بكل الصدق واليقين أثناء تعرضكم للانتقام من نظام الرئيس السابق حسني مبارك. وكنا نحن المصريين جميعاً الأكثر سعادة بوصول 88 نائباً منكم إلي البرلمان رغم أنف هذا النظام. بل كنا نتمني أن يكون ممثلوكم 150 نائباً وليس 88 فقط. فلماذا إذن تريدون إهدار هذا الحب والتعاطف من الجماهير بسلوككم سياسات خاطئة لا نري فيها مصلحة مصر؟! هل تريدون أن تستأثروا بتشكيل حكومة مصر لتضعوا الرئيس القادم أمام الأمر الواقع. وتقولوا له: هذه حكومتنا التي يجب أن تظل في حكم البلاد. خاصة أن أموركم تتجه إلي ترشيح إخواني للرئاسة. فتملكون زمام السلطتين التنفيذية "الرئيس والحكومة" والتشريعية "البرلمان بشقيه"؟! بصراحة.. نحن المصريين نثق في الدكتور كمال الجنزوري.. نثق في وطنيته وحبه لمصر.. نثق في قدراته وخبرته الطويلة وخاصة في المجال الاقتصادي.. نثق في قدرته علي حل المشكلات ما لم تتعمدوا وضع العراقيل في طريقه.. نثق أنه لا يريد شهرة ولا صيتاً ولا مكاسب مادية أو غير مادية بل يريد خدمة مصر في هذه الظروف الصعبة. إذا كنتم أيها الإخوان وحزبكم حريصين علي مصلحة مصر فتعاونوا مع الرجل وحكومته في تلك الفترة القصيرة التي لن تتعدي ثلاثة أشهر لتتسلموا الحكم بعدها وقد وضعتم أقدامكم علي الطريق الصحيح وننطلق بكم ومعكم في بناء الدولة من جديد. لقد قالها الجنزوري صريحة واضحة: ليس لنا طموح في البقاء والاستمرار إلا لتحقيق أهدافنا في علاج أي قصور ينشأ والتصدي للأزمات الطارئة مثل مشكلة اختفاء السولار المتعمدة. والدليل أن قوات الأمن ألقت القبض علي العديد من السيارات المحملة بالسولار والتي كانت تلقي بحمولتها علي الطريق الصحراوي. وتوصلت الأجهزة الأمنية إلي معلومات بأن هناك من يقف خلف هذه العصابات ويقوم بدفع الأموال لها لخلق الأزمات!!! نحن المصريين مع الجنزوري عندما يقول إنه لن يترك مسئوليته ويهرب بعيداً. ولن يترك مصر في هذه الظروف الصعبة. نحن المصريين نناشد الإخوان وحزبهم وبرلمانهم أن يرتفعوا فوق أهدافهم الشخصية والحزبية.. وألا يحدثوا شقاقاً غير مستحب ولا مطلوب في هذه الفترة مع المجلس العسكري وحكومة الدكتور الجنزوري. مصر يجب أن تكون فوق الجميع. ونحن نعول كثيراً علي حكم رشيد يقوده الإخوان في المرحلة القادمة بشرط ألا يفسدوا "الطبخة" من أولها.