"السينما العربية" من وجهة نظر باحثة وناقدة هندية "لايتكا بادجونكار" مصطلح يستخدم أساساً لمجرد المواءمة. ذلك لأن العالم العربي من وجهة نظرها قد تربطه صلات اللغة والدين. ولكنه ليس بأي حال متجانساً. أو متسقاً سواء في التاريخ أو في العادات. وعلي امتداد سنوات تري الباحثة أن الأشياء المشتركة بين العديد من الدول العربية في مجال السينما تنحصر في مجموعة من المشكلات هي: ضعف الإنتاج. إغلاق صالات عرض. الرقابة. مشكلات التوزيع. تضاؤل الاستثمار. انكماش السوق المحلي وغزو الفيلم وبرامج التليفزيون الأمريكية. تري الباحثة أن صناعة السينما العربية عليها أن تتعامل مع التأثير الطويل والواسع للسينما المصرية الذي تكيفت معه العديد من الدول العربية في سنوات سابقة. ورغم هذه الأمور ظهر عدد كبير من الأفلام العربية في السنوات الأخيرة تركت بصمة في المجال الدولي. وقد تحقق ذلك في مواجهة العديد من الظروف غير المواتية اقتصادياً ومادياً وسيكولوجياً. استمرت الأفلام العربية تشتبك مع ماضيها وعلي نحو متزايد مع حاضرها. الماضي المرتبط بالتجربة الكولوينالية "الاستعمار" والحرب والتهجير. وحاضر يجتهد لتشكيل هوية. وربما تراجع تأثير تجربة الاستعمار ولكن المنطقة ما تزال تحارب قضايا من نوع آخر. تقول لا يتكا في مقالها في مجلة "وايد سكرين" إن للصورة جانبا آخر مضيئاً.. علي سبيل المثال بعض الدول ومنها الإمارات العربية خصصت منحا مالية تساعد في تمويل الأفلام العربية مثل مبادرة "إنجاز" التي أطلقتها مؤسسة الفيلم بدبي. لدعم الأفلام الروائية والتسجيلية في مرحلة ما بعد الانتهاء من التصوير مع التركيز علي الأفلام العربية. ومثل المنحة المالية "سند" التي خصصها مهرجان أبوظبي للأصوات السينمائية الجديدة التي تقدم منحاً مالية سخية لمساعدة المخرجين العرب لاستكمال أفلامهم الروائية والتسجيلية. أضف إلي ذلك صندوق دعم الأفلام القصيرة التابع لمجلس التعاون الخليجي الذي يدعم الكتاب والمخرجين الجدد وشركات الإنتاج في الإمارات وكذلك المسابقة الدولية لكتابة السيناريو التي تقدم منحة إنتاج. وقد تعهد معهد الفيلم بدبي بدعم المخرجين من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والذين يعيشون في المهجر وذلك بتمويل 10% علي الأقل من الأفلام الروائية كل عام. ** ما هي نتائج هذه المبادرات الساعية لإنعاش الإنتاج السينمائي. وبالذات في دول الخليج؟! الثمار في رأيي.. والكلام لكاتبة هذه السطور.. مازالت محدودة. وإن مهدت هذه المبادرات.. ومعظمها من دول الخليج أساساً من دبيوأبوظبي.. الطريق لظهور وتشجيع أجيال جديدة في دول ليس بها حتي الآن صناعة سينمائية. وربما كان الكلام عن "سينما عربية" بملامح وخصوصية ثقافية وفنية وشخصية بميزة متجانسة. يبدو صعباً لأن السينما نفسها اختراع غربي ولم تصل إلي الدول العربية في توقيت واحد. ولم تحظ بالتطور بنفس القدر وبعض الدول ترفضها حتي الآن. إلا أن الدين كمرجعية ثقافية وروحية وأيديولوجية. بالإضافة إلي اللغة كوعاء فكري. وعنصر تواصل رئيسي كافيان كأساس لعالم متجانس.. الكارثة في العوامل الخارجية والقوي الحريصة علي تمزيقه وكسر عناصر تجانسه. والقوي الداخلية التي تنفذ سياساتها لأن مصالحها مرتبطة بهذه القوي.