طوبي لمن اخترته ليسكن ديارك.. أكتب هذه الكلمات والحزن والألم يعتصر قلبي شأني شأن أي مصري سواء مسلم أو قبطي لفراق البابا شنودة الثالث.. الذي اشتهر بمواقفه الوطنية الرائعة وحبه للمصريين جميعاً مسلمين وأقباطاً.. هذه السطور لا تفي البابا شنودة حقه.. فقد عرفته عن قرب وشرفت بزيارته أكثر من مرة بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية. كان البابا شنودة صمام أمن للدولة ورمزاً للوطنية المصرية ومن عوامل البناء للأمة.. كان بحق أحد الرواد القلائل للأمة العربية وللعالم أجمع.. طالب في جميع محاضراته وعظاته بقبول الآخر والآباء والقساوسة والمطارنة بحل مشاكل المواطنين والوقوف إلي جانبهم وعدم الابتعاد عنهم. كان في عز الألم الذي يعانيه يحرص علي إلقاء عظته الأسبوعية. رحل خليفة القديس مرقس ونطلب من ربنا أن يعوضنا عنه خيراً وأن يذكرنا أمام عرش النعمة. كان إنساناً محباً جداً جداً لله والناس وحكيماً في قراراته لا يأخذ أي قرار في لحظة انفعال وهو ما كان يراه البعض ضعفاً أو عدم اتخاذ موقف. كان البابا شنودة داعماً للقضية الفلسطينية وقد منع زيارة المسيحيين للقدس لكونها تحت سيطرة الاحتلال الصهيوني. كان وطنياً بمعني الكلمة وله آراء كثيرة علي ذلك ومن أهم وأشهر عباراته: "مصر ليست وطناً نعيش فيه.. بل وطناً يعيش فينا".. وأيضا من أقواله: "بدلاً من أن تجرح الناس.. حاول أن تكسبهم". جاهد البابا شنودة الثالث علي مدار 41 عاماً هي فترة جلوسه علي الكرسي البابوي لنشر تعاليم السيد المسيح وحب وقبول الآخر وحب الوطنية والتلاحم وكيفية التسامح.. كان أول بابا يقيم حفلات إفطار في رمضان. رحل خليفة القديس مرقس.. نطلب نياحاً لروحه الطاهرة في أحضان الآباء القديسين.. ليرتاح البابا شنودة الثالث بعد حياة حافلة في الرهبنة بدأت في 18 يوليو عام 1954 حتي نياحته في 17مارس عام ..2012 وهنا نتذكر قول القديس بولس الرسول في رسالته الثانية إلي تيموثاوس: قد جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي حفظت الإيمان وأخيراً قد وضع لي أكيل البر الذي يهبه لي ذلك اليوم الرب الديان العادل وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضا.