عام كامل مضي علي بدء شرارة الثورة في سوريا.. وكنا جميعا نحلم بأن تكون هذه اللحظة هي لحظة الاحتفال بإرادة الشعب السوري وانتصاره علي السفاح بشار الأسد. ولكن للأسف فإننا لانزال نعيش الواقع الأليم والذي نذرف من أجله الدموع كل يوم علي أرواح الضحايا التي تُزهق بدون ذنب وعلي الأطفال الذين تُرتكب بحقهم أبشع الجرائم وتمثل بجثثهم دون رحمة أو شفقة. وعلي النساء اللاتي يُغتصبن في كل يوم.. وكل ذلك تحت مرأي ومسمع من العالم أجمع. ووسط عجز عربي كامل عن وقف نزيف الدم السوري. والغريب اننا تطالعنا كل يوم صور بشار الأسد خلال لقاءاته مع المسئولين علي شاشات التلفاز وعلي وجهه ابتسامة عريضة. وكأن شيئاً لم يحدث في بلاده وكأن السلام يعم علي جميع أنحاء سوريا.. وكم كنت أتمني أن أجد اجابة علي سؤالي وهو كم تساوي السلطة والجاه أمام آهات أم ثكلي فقدت أبناءها أمام عينيها أو فتاة باكية علي عِرضها أو طفل فقد بسمته إلي الأبد بعد ما أصبح عاجزاً من إصاباته جراء القصف المتواصل من جيش بلاده. ذلك الجيش الموصوم بالعار فبدلاً من أن يحمي أبناء بلاده كان لهم بالمرصاد ورائحة الموت تفوح من فوهات بنادقه ومدافعه. ألم يهتز بشار الأسد أمام صرخات النساء بالسجون السورية اللاتي تطالبن بقتلهن بدلاً من تركهن لجنود بشار!!! والحق اننا لا نلوم علي شخص دنس القرآن وأمر جنوده بأن "يدوسوا بالأحذية علي رءوس المسلمين في سوريا لإجبارهم علي أن يقولوا "لا إله إلا بشار"!!!.. أستغفر الله العظيم.. اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين وانصر أهل سوريا وفلسطين. والسؤال هو لماذا لا يهب الشباب العربي لإطلاق حملة لمقاطعة المنتجات الروسية والصينية التي تقف حائلاً دون إصدار قرار من مجلس الأمن لوقف مجازر سوريا لنثبت للعالم أجمع اننا قادرون علي فرض إرادتنا الشعبية خاصة مع فشل الحكومات والجامعة العربية عن استصدار هذا القرار عندما اصطدموا بالفيتو الروسي والصيني ورغم محاولاتهم المستميتة الآن لإقناع روسيا والصين للعدول عن قرارهما بدعم بشار.. إلا انه يبدو ان الزعيم سعد زغلول كان محقاً عندما قال: "مفيش فايدة"!!!.