ما هذه الهوجة أو الهجمة الشرسة من المواطنين علي الترشح لمنصب رئيس الجمهورية.. شخصيات كثيرة ذهبت تقدم نفسها.. دون ان يسأل أحدمنهم نفسه هل يملك من الامكانيات والسمات والقدرة ما يجعله رئيساً لمصر أكبر دولة في المنطقة وزعيمة العرب بلا منازع. بداية أنا لست ضد أي متقدم سباك أو عامل نظافة أو صرف صحي أو تربي أو مهدي منتظر أو لص سابق أو تاجر كيف... الخ من النماذج التي تزاحمت لسحب أوراق الترشيح في عملية مسرحية لأخذ "شو إعلامي". وما دامت الصحف تكتب وأجهزة الإعلام تتابع فالكل يتباري ويعلن أنه الأحق وأنه يستطيع ان يتكلم باسم 86 مليون مصري ويعبر عن آمالهم وطموحاتهم وأحلامهم.. وآلامهم أيضاً. أقول ثانية لست ضد أن يتقدم أي من هؤلاء فهذا عصر الحرية وزمن تأسيس الجمهورية الثانية علي الصراحة والشفافية والوضوح وتساوي الجميع في الحقوق والواجبات.. ولكنني اتحفظ وأري أنه كان يجب علي كل من يفكر في التقدم أن يسأل نفسه أولاً هل أصلح لهذا المنصب.. وما هو برنامجي علي المستوي السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني لبناء مصر الجديدة. ليست كلمات إنسانية.. أو عدة كلمات محفوظة.. بل رؤي واضحة ومحددة واستراتيجيات يمكن مناقشتها.. والاتفاق فيها أو الاختلاف عليها أو تعديل بعض خطوطها العريضة. لابد ان نرتفع بالمنصب وأن ننظر إليه باحترام وتقدير وليس باستخفاف لأن الأمر ليس بسيطاً بل جد خطير. أعلم مقدماً ان هذه الهوجة لن تقدم ولن تؤخر في اختيارات المواطنين الذين يتمتعون بذكاء فطري قادر علي فرز واختيار الأصلح.. وأن بعض المرشحين ربما لن يحصلوا علي أصوات لا تزيد علي أصابع اليد الواحدة.. ولذلك من حقنا ان نسألهم وأن نحاسبهم لماذا تتقدمون وعلي أي أساس تطلبون أصوات الناخبين؟! لابد ان تكون هناك قواعد وضوابط للترشيح.. ولا نترك الأمر علي عواهنه بهذا الشكل الذي يسيء للتجربة. صحيح ان التجربة ستفرز نفسها بنفسها.. ولكن لماذا لا نتمسك بشهادة صلاحية طبية ونفسية للمتقدم لهذا المنصب.. وكشف هيئة.. وحد أدني من القدرات والملكات في القيادة والتعبير عن الجماهير.. ورصيد سياسي يمثل خلفية للمتقدم حتي لا يكون مجرد موظف بدرجة رئيس جمهورية يجرنا للخلف ولا يتقدم بنا نحو الرقي المأمول والهدف الكبير. لابد من ضوابط تمنع التهريج تشمل علي سبيل المثال: المؤهل والثقافة والمعلومات العامة وأيضاً الامكانات المالية بمعني انه من غير المعقول ان يدخل الترشيح مواطن تحت خط الفقر فمن أين سيتولي الصرف علي المعركة؟.. ولابد ان يكون لديه القدرة الصحية والنفسية المناسبة للقيادة. رئيس الجمهورية لابد ان يكون ملماً بالتاريخ والجغرافيا ليعرف امكانات الذي سوف يتولي مسئوليته وقدرات شعبه وطريقة تفكير الآخرين وأساليبهم في محاولات التحكم والسيطرة.. وتاريخهم القديم والحديث في حبك المؤمرات ضد المنطقة. كل هذا الرصيد يساعده علي التعامل بوعي وفاعلية في قضايا الداخل والخارج ويمكنه أيضاً من اختيار المعاونين من أصحاب الكفاءات الذين ينطلقون بنا وننطلق بهم نحو المستقبل الذي نحلم به لمصرنا الجديدة. بصراحة عندما كتبت الأسبوع الماضي عن برنامج الرئيس الذي نريده لم أكن أتوقع هذا المولد من الإقبال وآخره مرشح البانجو.. فالأمر يحتاج تدقيقاً في المواصفات وقواعد وأصولاً يجب ان نتوصل إليها بأسرع ما يمكن حتي نحافظ - كما قلت - علي قدسية هذا المنصب الذي نستهين به من خلال تصرفات هوجاء لبعض المرشحين ولا أقول كلهم. معايير اختيارالقيادات متعارف عليها في كل دول العالم وليست بدعة ننفرد بها ولا داعي ان نعلق كل شيء علي الحرية والحق الدستوري في الترشيح. والمواطن الذي لا يعرف حدود امكاناته لابد ان نقول له من خلال القواعد "ستوب".. هذا ليس مكانك يا سيد. بقي أمر آخر.. هل من المعقول ان يبدأ المرشح حياته بتقديم مبلغ ووجبة من أجل الحصول علي تأييد الناخبين والحصول منهم علي توكيلات حتي يتمكن من استكمال المسيرة؟! أليس هذا رشوة وتدليساً.. وأمراً يستوجب المساءلة والمحاسبة لأن من يبدأ الطريق بهذا الأسلوب الأعوج لابد وأن يكون طريقه كله مطبات.. ولا يمكن ان نأتمنه علي مصرنا الغالية. لقطات: ** رئيس مصر القادم د. عبدالمنعم أبوالفتوح أو عمرو موسي.. هكذا قالت صحيفة نيويوركالأمريكية في موقعها علي الانترنت. * الإجابة غلط الصحيفة ماقلتش والله أعلم!!! ** الدكتور محمد سيلم العوا المرشح لرئاسة الجمهورية توقع فوزه من الجولة الأولي أو علي الأقل سيدخل الإعادة مع أحد المرشحين المتنافسين.. هكذا قال في إحدي جولاته الانتخابية بالإسكندرية. * قول: إن شاء الله يا دكتور!!! ** د. جمال حشمت عضو مجلس الشعب قال: جلسات البرلمان علي الهواء "حرقت" بعض النواب الذين لم يكونوا يخاطبون الشعب بقدر ما يخاطبون بعض الاتجاهات الأخري. * بصراحة الشهادة من "المطبخ"!! ** أكد د. محمد فتحي البرادعي ان 40% من شبكات المياه غير صالحة وتحتاج إلي تغيير.. واعترف بوجود أضرار صحية من استخدام مواسير "الاسبيستوس" وتعهد بتغيير المواسير من هذا النوع مشيراً إلي وجود خطط لاعادة تجديد الشبكات لكنها تحتاج إلي 75 مليار جنيه. * يعني موت يا.....!! ** قال الدكتور ممتاز السعيد وزير المالية: ان الحكومة لم تتلق عروضاً رسمية من نزلاء طرة للتصالح مع الدولة مقابل التنازل عن ممتلكاتهم.. بل مجرد رسائل شفهية خصوصاً من أحمد عز وحسين سالم.. والحكومة لم تدرسها حتي الآن. * ... والمثل بيقول: اشمعني دلوقتي!!!