لا مصلحة لمصر.. ولا لدولة الإمارات العربية المتحدة خاصة.. ولا لدول مجلس التعاون الخليجي عامة في اشتداد أزمة التصريحات العدائية المتبادلة بين جماعة الإخوان المسلمين في مصر من جهة ودولة الإمارات العربية من جهة أخري علي خلفية انتقاد الشيخ يوسف القرضاوي الرئيس العام للمجلس الأعلي لعلماء المسلمين لقيام دولة الإمارات بطرد بعض اللاجئين السوريين الهاربين من بطش بشار الأسد من أراضيها وإعادتهم إلي بلادهم. وكان ضاحي خلفان قائد عام شرطة دبي - الذي يعتبر من أشهر الشخصيات الأمنية في الوطن العربي - قد حمل بشدة علي الشيخ يوسف القرضاوي لانتقاده موقف الإمارات من اللاجئين السوريين وطالب باعتقاله ومحاكمته.. إلا أن الدكتور محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين في مصر رد علي ضاحي خلفان وحذر من المساس بالشيخ القرضاوي باعتباره شخصية إسلامية عالمية. مجلس الأمة الكويتي تدخل في الموضوع وشن نائبان به هجوماً علي جماعة الإخوان هما فيصل الدويسان والدكتور عبدالحميد دشتي. قال الأول: إخوان مصر يمارسون الإرهاب ضد الإمارات لتمرير أجندات مشبوهة.. والمساس بالإمارات مساس بالكويت وعلي مجلس التعاون أن يوحد الصف لمواجهة هذا الهجوم. وقال الثاني: إن إخوان مصر يريدون السيطرة علي الخليج رافضاً تصريحات المتحدث باسمهم محمود غزلان بحق دولة الإمارات. وتدخلت الجامعة العربية في الأزمة وأعرب الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة عن أسفه للتصريحات العدائية لبعض القوي السياسية - مشيرا لجماعة الإخوان - ضد دولة الإمارات. ودعا العربي في بيان له جميع القوي السياسية في مصر إلي التزام الحكمة والتروي والابتعاد عن المواقف العدائية والتصريحات غير المسئولة التي يمكن أن تسيء إلي العلاقات بين الدول العربية وتسبب الفرقة والانقسام. خاصة أننا علي اعتاب قمة عربية في بغداد نأمل من خلالها استعادة التضامن العربي. ورغم أن الدكتور غزلان حاول تهدئة الأزمة بتصريحات أكد فيها أن جماعة الإخوان لا تنتهج سياسة معادية لدول الخليج فهذه الدول أولي بنا ونحن أولي بها إلا أن الجانب الإماراتي ممثلا في ضاحي خلفان لم يستجب لهذه المحاولات. ولكي تطمئن دول الخليج نفي غزلان ما تردد عن اتصالات تجري بين إيران والجماعة في هذا الصدد.. وأكد استعداد الإخوان للحوار مع دول الخليج في أي مكان يرونه حول كل الموضوعات التي تشغلها من أجل طمأنتها. وأتهم غزلان البعض - دون إشارة إلي ضاحي خلفان - بأن هناك من نفخ في تصريحاته حول موقف الإمارات من الشيخ القرضاوي واشعلها لافتعال أزمة في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلي حل الأزمات. الذي لاشك فيه أن دولة الإمارات العربية المتحدة برئيسها وحكامها وشعبها لها منزلة كبري في نفوس المصريين خاصة والعرب عامة بمواقفها القومية وحرصها علي لم وجمع الشمل العربي. وريادتها في المواقف الايجابية التي تضع مصلحة الأمة فوق كل اعتبار. ومن هذا المنطلق نؤكد أن الازمة - التي نتمني لها حلاً عاجلاً - هي بعيدة تماماً عن العلاقات القوية والمتينة التي تربط الشعبين الإماراتي والمصري.. فهي أزمة بين جماعة سياسية في مصر وليس لها علاقة بحكومة وشعب مصر. إن دولة الإمارات الشقيقة كانت دائما أقرب ما تكون إلي مصر وشعبها وهي وإن كانت قد تباعدت قليلا بعد قيام ثورة يناير إلي أن الأيام كفيلة بعودة روح الأخوة الحميمية والصافية بينهما مهما طالت فترة الفتور. في نفس الوقت نرجو من جماعة الإخوان في مصر أن تتخذ من المبادرات ما يزيل لبس هذه الأزمة الطارئة وتسعي لإرضاء الشقيقة الإمارات لأن مصلحة العرب كل العرب أن تكون مصر في صفهم وفي قلب مشاكلهم وسند لمواقفهم.