ربما تقلل الشروط الموضوعة للترشح لمنصب الرئيس من عدد المرشحين الحقيقيين للمنصب إذ يصعب علي كل من قام بسحب أوراق الترشح أن يحقق أحد الشرطين الواجبين لاستكمال أوراق الترشح وهما إما الحصول علي تأييد 30 ألف شخص من 15 محافظة أو موافقة ثلاثين عضوا من أعضاء البرلمان! لكن بأية حال سيكون لدي مجموعة كبيرة من أولئك الذين طرحوا أنفسهم كمرشحين للرئاسة حظوظ كبيرة في تخطي هذين الشرطين ومن ثم استكمال بطاقات الترشح لهذا المنصب الرفيع. وبحسبة بسيطة سوف يتجاوز عدد المرشحين للرئاسة عشرة مرشحين وهو عدد كبير بكل المقاييس. ولا يوجد له مثيل في أكبر الديمقراطيات في العالم. ففي أمريكا علي سبيل المثال ينتهي سباق الرئاسة بوصول مرشحين أو ثلاثة للسباق علي أقصي تقدير. أمريكا يبلغ تعدادها 309 ملايين نسمة وبها حزبان كبيران. الحزب الديمقراطي ورمزه "الحمار" والحزب الجمهوري ورمزه "الفيل" ونادرا ما يظهر في السباق مرشح مستقل بحظوظ ضئيلة في اللحاق بالمرشحين الرئيسيين الكبيرين ولا نعرف في تاريخ أمريكا الديمقراطي أن فاز في سباق الرئاسة مرشح مستقل. صحيح ان لدينا مرشحين بارزين وأسماء كبيرة بين مرشحي الرئاسة في مصر وهذا أمر يستحسنه البعض لكن المرشحين بهذا العدد ربما لا يكون أمرا صحيا علي الممارسة الديمقراطية في مصر بوضعها الحزبي والسياسي الراهن لأن كثرة المرشحين تصب قطعا في مصلحة أولئك الذين يجيدون اللعب علي تفتيت الأصوات وعلي عواطف الجماهير. وقد يفاجأ جميع مرشحي الرئاسة انهم يلعبون لمصلحة طرف آخر دون دراية أو بسبب عدم التنسيق بين هذا الكم الكبير من الأسماء اللامعة الطامعة في المنصب! المهم أن الانتخابات سوف تفرز في النهاية رئيسا مصريا يرعي مصالح كل المصريين بلا استثناء وسوف تكون هذه هي المرة الأولي التي نطلق فيها علي الفائز في السباق "الرئيس المنتخب".