بعد نكسة 1967. صدر قرار بإيقاف الدوري وتحملت كرة القدم مسئولية الهزيمة امام العدو الإسرائيلي. ويومها كان لهذا القرار تداعيات مؤسفة قضت علي جيل كامل من أفضل اللاعبين في مصر الذين اضطروا إلي الاعتزال.. وتأثر مستقبل الكرة في مصر لسنوات بعدها. واليوم نعيش نفس الظروف بعد أن توقفت الكرة بسبب أحداث جرت في مباراة المصري والأهلي ببورسعيد في أول فبراير. وهو الحدث الذي يهدد مستقبل المنتخبات الوطنية الأول. والأوليمبي وغيرها بسبب توقف النشاط الكروي والرياضي ايضا. ولم يستعيد أحد ذكري ايقاف الكرة وتوابعها علي المنتخبات الوطنية. والمستوي الفني للاعبي الكرة وغيرها من اللعبات الرياضية التي ماتزال متوقفه منذ أربعين يوماً كاملة.. ولا يدري أحد إلي متي؟. وطبيعي أن الحدث الأخير لا يتساوي مع هزيمة 1967. وكان يمكن اتخاذ قرار سريع فيه طبقا للائحة المعمول بها في لجنة المسابقات باتحاد الكرة وتنفيذ بنودها فوراً والتي تقضي بعقوبة علي النادي المضيف بنقل مبارياته إلي خارج المحافظة. او اقامتها بدون جمهور وفرض غرامة مالية ضخمة!.. لكننا كالعادة اوقفنا كل شيء. وتوقفت الحياة في كل ملاعب الكرة بالمحافظات. وعلي كل المستويات وحتي في ملاعب اللعبات الرياضية الأخري؟!. صحيح أنه كان حادث جلل كان يستحق تحقيقاً والكشف عن مرتكبيه. لكن هذا كان دور النيابة. والقضاء الذي يجب أن تأخذ فيه وقتها. أما بالنسبة للرياضة فقد كان من الممكن أن تستمر بعد أن يتم توفير الأمن اللازم لها. لأن الشعوب لا تموت. وان الحياة يجب ان تستمر.. في الوقت نفسه يتم فيه استمرار التحقيقات. والكشف عن المجرمين الذين لوثوا الثوب الأبيض. واسم المدينة المصرية الشهيرة المعروفة علي مستوي العالم بالبسالة أننا مع القصاص. وحق الشهداء. وضرورة محاسبة المسئولين عن الحادث المؤسف الذي ذهب ضحيته 74 من الشهداء. لكن ما يحدث الآن.. وتوقف الحياة في الملاعب. في انتظار نتيجة التحقيقات.. فأن نتيجته سوف تكون وخيمة علي الرياضة عموماً. وكرة القدم خصوصاً في السنوات المقبلة. فقد كان من المفروض أن نصدر العقوبات الرياضية. طبقاً لأئحة التي وضعها اتحاد كرةالقدم للدوري الممتاز فوراً بعد الحادث. ويتحمل مسئوليتها النادي المضيف طبقاً للائحة وبدون تزيد. اما وأن هذا لم يحدث وتأخر القرار فأن المطلوب تداركاً للوقت اتخاذ قرار بشأن استئناف الانشطة الرياضية. وانتهاء مسابقة كرة القدم للأندية الممتازة أو استئناف مسابقة كأس مصر ودوري الدرجة الأولي. والثانية لكرة القدم علي مستوي الجمهورية وفي حالة عدم التأكد من القدرة علي تأمينها امنياً. فأنها تقام بدون جمهور إلي حين عودة الحياة الطبيعية. لكن ان استمر الوضع الحالي علي ماهو حادث حاليا. فأن هذا يتنافي مع ضرورة استمرار الحياة. وسوف تكون أثاره السلبية علي الأنشطة الرياضية وكرة القدم لسنوات.