يبدو أن الجامعات الخاصة خارج نطاق وزارة التعليم العالي .. فبعد أن مارست سطوتها علي الطلاب برفع رسوم القبول بها خاصة في كليات القمة "الطب البشريِ والصيدلة وطب الأسنان والهندسة" تمارس حالياً وفي ظل الانفلات العام في البلاد سطوتها علي حرية الرأي والتعبير أيضاَ .. الجامعة الأمريكية سبقت هذه الجامعات في التصدي لطلابها الذين وقفوا وقفة شجاعة منذ بداية التيرم الأول للعام الدراسي الحالي أمام القرارات التي اتخذها رئيس الجامعة وتم تحويلهم لمجالس تأديب بعد أن اتهمتهم رئيسة الجامعة بمحاولة الاضرار بالجامعة وتعطيل العملية التعليمية .. ثم انتهت المشكلة .. لكنها حتي الآن علي شفا حفرة من الانفجار مرة أخري . ثم جاءت الجامعة الالمانية منذ حوالي أسبوع لتحدث بها مظاهرات ووقفات احتجاجية من جانب مجموعة كبيرة من الطلاب ضد الادارة - مما استدعي ادارة الجامعة إلي اتخاذ قرارات شديدة لمواجهة ما يحدث حيث قامت بفصل ثلاثة طلاب لمدة اسبوعين وفصل طالبين فصلاً نهائياً .. هذه الأزمات وغيرها في جامعات أخري مثل المستقبل ومصر للعلوم والتكنولوجيا وجامعة 6 أكتوبر لا تهم وزاة التعليم العالي .. التي وضعت أذن من طين وأخري من عجين .. وتركت الادارات تفصل بالطلاب "أصحاب الرأي" ما تشاء بحجة انها ادارات خاصة ومستقلة . واذا كانت الأمور قد هدأت نسبياً في غالبية الجامعات الخاصة إلا ان الوضع لايزال مشتعلا في الجامعة الألمانية .. فالادارة مصرة علي عدم عودة الطلاب المفصولين إلا بعد الاعتذار وتقديم طلب رسمي بذلك والطلاب ومعهم أولياء أمورهم ومراكز حقوقية يؤكدون ان الفصل تعسفي ومخالف للقانون .. الأزمة باختصار .. بدأت عقب استشهاد الطالب كريم خزام الطالب بالجامعة الالمانية .. حيث نظم عدد كبير من الطلاب مظاهرة للمطالبة بحق زميلهم وحق كل الشهداء الذين راحوا ضحايا لهذه المجزرة .. لكن الجامعة أحالت بعضهم للتحقيق أمام اللجنة التي ترأسها د. ابراهيم الدميري والتي وصفوها بأنها لجنة تأديب وتم فصل المعيد أحمد توفيق لمشاركته في التظاهرات .. اندلعت المظاهرات أكثر وبشدة مما أدي إلي تدخل حاسم للادارة التي وجهت انذاراً اخيراً للطلاب ثم بعده ثم فصل اثنين منها فصلاً نهائياً وهما عمرو محمد عبد الوهاب وحسن عثمان زيكو وثلاثة لمدة أسبوعين وهم : أحمد محمد حسن ومصطي أحمد عيسي وعبد الحميد أبو زيد . الطلاب وأولياء أمورهم قرروا التصعيد أيضاً وطالبوا بالقالة د. ابراهيم الدميري عضو مجلس الأمناء لأنه المسئول عن هذه الأزمة بصفته المسئول عن التحقيق مع الطلاب .. كما قرروا مقاضاة الجامعة . بالفعل وبالتعاون مع مؤسسة حرية الفكر والتعبير تم رفع دعوتين قضائتيتين أمام محكمة القضاء والاداري بمجلس الدولة رقم 26276 و 26278 ضد الجامعة الالمانية للمطالب بوقف تنفيذ والغاء قرار الفصل النهائي للطالبين عمرو عبد الوهاب وحسن زيكو واكدت فاطمة سراج الدين المحامية ببرنامج الحرية الاكاديمية ان هناك مخالفات قانونية في قرار فصل الطلاب أهمها الاستدعاء عن طريق التيلفون دون توجيه خطاب الي ولي الأمر .. ثم مجلس التأديب للطلاب وليس التحقيق وصدور عضوية الانذار بالفصل وبعدها توقيع الفصل النهائي وهو ما يعني توقيع عقوبتين علي مخالفة واحدة .. وتوضيحا للموقف أكد د. محمود هاشم رئيس الجامعة الالمانية ان الجامعة أصدرت عدة بيانات لتوضيح الموقف .. موضحاً ان الجامعات محراب للعلم المبني عل ي القيم والاحترام المتبادل بين كل فئات الجامعة .. اساتذة وعاملين وطلاب .. وعن مشكلة الطلاب الذين تم فصلهم سواء لمدة أسبوعين "3طلاب" أو فصل نهائي "طالبين" فقد سبق التحقيق معهم وانذارهم بالفصل النهائي لكنهم لم يهتموا بل وتعدوا بالقول والسب علي أعضاء لجنة تأديب الجامعة والتشهير بهم بطريقة لا تليق بطالب جامعة .. وحول الاعتصام .. قال انه خارج سور الجامعة .. وبالتالي الجامعة ليست مسئولة عن أي شيء يحدث خارج أسوارها .وبالنسبة لامكانية الرأفة بمستقبل هؤلاء الطلاب . قال د. هاشم ان الجامعة حريصة علي مستقبل ابنائها ودائماً تنحازلهم .. وقد قام المعيد أحمد وفيق الذي تم فصله بتقديم اعتذار رسمي للجامعة عما اقترفه من أخطاء وتعهد بالالتزام باللوائح والأحكام الداخلية للجامعة .. وسيتم خلال مجلس الجامعة دراسة الاعتذار المقدم منه واتخاذ قرار بشأنه قريباً .. وإذا سلك هؤلاء الطلاب نفس المسلك فان الجامعة سوف تنظر في أمرهم حماية مستقبلهم .