قرار إنشاء جهاز للنقل الحضري بالقاهرة الكبري الذي أحدث ضخباً ونقاشات عديدة عندما صدر عام 2010 في عهد النظام السابق ثم دخل ثلاجة النسيان حتي جاء وزير النقل الحالي د. جلال سعيد وعقد اجتماعاً منذ أكثر من شهرين لإعادة احياء وتفعيل إنشاء الجهاز لتخفيف الفوضي المرورية.. ومن يومها لم نسمع خبراً جديداً عن هذا الجهاز هل تم إلغاء التفكير فيه ثانية؟! "سكة السلامة" ناقشت القضية.. وبحثت مع وزير النقل والخبراء الدور والصلاحيات التي ستتاح للجهاز والتي تضمن عدم تضخمه ليصبح عبئاً علي الدولة. أكد د. جلال سعيد وزيرالنقل أنه منذ مجيئه للوزارة أخذ علي عاتقه احياء جهاز النقل الحضري وأنه عقد عدة اجتماعات مع محافظتي القاهرة الكبري والخبراء موضحاً أن الموضوع لم يمت ولكن تفعيل الجهاز وتسمية رئيسه معروض حالياً أمام مجلس الوزراء وفي انتظار الموافقة عليه خلال الأيام القليلة القادمة. أضاف: الجهاز الجديد دوره لن يكون تنفيذياً ولن يتعدي علي اختصاصات الأجهزة التنفيذية بالمحافظات ولكن دوره سيكون التنسيق وتنظيم إدارة حركة النقل بالقاهرة الكبري وتقديم تصورات لحل المشاكل مثل وضع سياسات عامة لآليات تراخيص المركبات ومواصفاتها وأساليب إدارة حركة المرور بدءاً بالطرق وحتي تنظيم الإشارات المرورية ودخول وخروج سيارات النقل بالإقليم وتنظيم وسائل النقل الجماعي ووضع تصورات لتعديل مسارات وسائل النقل الجماعي وتشجيعها بديلاً عن الملاكي والسيطرة علي انتشار ملكية السيارات. أكد أن هذا الجهاز ليس بدعة لكنه موجود في جميع الدول المتقدمة حتي لا يتم إصدار قرارات متضاربة أو عشوائية بدون تنسيق فتضر ولا تنفع. أوضح أن حل مشاكل النقل لا تتم بالنوايا الحسنة ولكن من خلال آليات محددة ودراسات جادة تساهم في اتخاذ قرارات جذرية من خلال جهة متخصصة وهي جهاز النقل الحضري الذي يضم خبراء متخصصين يعرفون أنماط المشاكل وكيفية حلها. قال الجهاز سيضم نخبة محدودة من العامين الخبراء حتي لا يتحول بمرور الوقت إلي جهاز مترهل يشكل عبئاً علي ميزانية الدولة ويضم عمالة زائدة. أما د. علي زين العابدين وزير النقل السابق فقال إن الجهاز دوره سيكون مهماً للغاية حيث يدخل للقاهرة الكبري 20 مليون رحلة سيارات يومياً من مختلف أنواع وسائل النقل فضلاً عن مليون ونصف مليون رحلة من المحافظات المجاورة وهي كلها تحتاج لتنظيم حتي لا تزيد من الارتباك المروري بمحافظات الإقليم وتزيد من التلوث. أشار د. محمد رشاد أستاذ النقل بهندسة القاهرة إلي أن الجهاز لابد أن يكون دوره محدداً وواضحاً وهو التخطيط ومتابعة التنفيذ من خلال آليات تجعل مسئولي الجهاز يتواصلون مع المسئولين التنفيذيين حتي لا يكون مجرد جهة تصدر التوصيات والدراسات النظرية فقط مشيراً إلي أن الأمر ضروري للغاية لحل مشاكل المرور بالقاهرة التي تضم 2 مليون سيارة تجوب شوارعها وبها عشوائية رهيبة بالمرور. يتفق معه د. مصطفي مدبولي رئيس هيئة التخطيط العمراني قائلاً: إننا نحتاج بالفعل إلي جهاز أو مخطط نقل جماعي لتنظيم الحركة المرورية مع تحديث الدراسات الخاصة بتنظيم المرور بمصر كالدراسة التي أعدتها هيئة الجايكا اليابانية والتي وضعت دراسة مخطط شامل للنقل في مصر حتي عام .2027 ويري اللواء حسن البرديسي رئيس مرور القاهرة أن النقل في العاصمة يحتاج تنظيماً بالفعل لأن الكثير من المشاكل التي تحدث بالقاهرة سببها مصدر من الأقاليم المجاورة بالإضافة إلي أزمة السلوكيات بالشارع ووجود قصور في التشريعات المتعلقة بهذه الأمور ولابد من إنشاء جهة تنظيمية تتولي التنسيق بين جميع الجهات لحل المشاكل المرورية بالقاهرة الكبري.