إنشاء جهاز لتنظيم نقل الركاب من القاهرة الكبري فكرة قديمة لم تنفذ لكنها عادت من جديد وتم بالفعل عقد اجتماع بين وزير النقل ومحافظي القاهرة والجيزة والقليوبية ورئيسي هيئتي التخطيط والنقل العام.. هدف الاجتماع دراسة تفعيل هذا الجهاز الذي سيتولي وضع السياسات العامة لتطوير منظومة النقل وتحقيق السيولة المرورية بعد أن وصلت الأزمة لذروتها علي مدار اليوم والساعة.. * وأكد وزير النقل انه خلال أيام سيتم تعيين رئيس تنفيذي للجهاز ليدخل حيز التنفيذ. خبراء المرور والطرق والتخطيط قالوا ان هذا الجهاز هام جدا بشرط أن تكون له ميزانية مستقلة وأن يتبع رئيس الوزراء مباشرة لتكون له سلطات وأن يعمل علي أن تكون وسائل النقل كلها متكاملة وليست متنافسة وأن يربط بينها مترو الأنفاق وأن يدخل تحت مظلة الجهاز كل الوسائل بما في ذلك امبراطورية السرفيس. * يقول د. مصطفي صبري استاذ تخطيط النقل والمرور بهندسة عين شمس ان الجهاز يحتاج لجدية في تشكيله فلابد أن يضم خبراء من أساتذة الجامعات في مجال النقل والمرور إلي جانب إداريين علي مستوي عال من الخبرة في مجال النقل حتي يجمع الجهاز بين الدراسات العلمية والكفاءة ويحقق الهدف منه وهو السيولة المرورية. يؤكد ان تولي جهة واحدة مسئولية تحقيق تكامل في المسارات المتعددة لجميع وسائل النقل من المترو والنقل العام والميني باص والميكروباص يمكن أن يحدث في حالة واحدة وهي الإدارة العلمية والميزانية المستقلة عن دعم الدولة للجهاز الجديد.. كما يتولي منظومة النقل كاملة من حيث التشغيل والصيانة والتطوير لجميع وسائل النقل بما في ذلك امبراطورية الميكروباص من خلال كيان مستقل كنقابة أو جمعية لسائقي الميكروباص. يضيف ان الجهاز يمكن أيضا أن تتوحد فيه الجهات المسئولة عن النقل حاليا بشرط أن تكون إدارة الجهاز هي الوحيدة المسئولة عن ربط الجهات ببعضها واتخاذ القرارات لضمان السيولة المرورية وانتظام حركة الأتوبيسات مثل المترو تماما حتي تصل إلي مواعيد محددة لكل خط من خطوط الأتوبيسات والوسائل الأخري. يؤكد ان جهاز نقل الركاب الجديد يتولي أيضا تعريفة الركوب والمواقف والجراجات. * يقول د. عيسي عبدالله سرحان استاذ الطرق وهندسة المرور بجامعة عين شمس ان فكرة جهاز النقل الحضري لركاب القاهرة هي إحدي توصيات مجموعة من الدراسات التخطيطية لحل أزمة المرور التي وصلت لحد الاختناق والتي قامت بها شركة يابانية الجنسية.. لكن هذا الجهاز لم ير النور حتي الآن رغم مرور ثلاث سنوات علي قرار إقامته!! يؤكد ان نجاح هذا الجهاز في حل أزمة المرور يتوقف علي هيكله الإداري وضرورة تبعيته لمجلس الوزراء حتي تكون له السلطة في توحيد الجهات المسئولة عن النقل وهي مترو الأنفاق وهيئة النقل العام والجمعيات الأهلية لنقل الركاب وامبراطورية السرفيس ليقوم عملها علي التكامل وليس التنافس مع ضرورة العمل علي زيادة خطوط المترو لتصبح خمسة خطوط بدلا من الثلاثة الحاليين. * يري د. مجدي صلاح الدين استاذ الطرق بهندسة القاهرة ان هذا الجهاز يحتاج لميزانية ضخمة حتي يتم تطوير وسائل النقل وتحديثها وتنظيمها لتكون آدمية تضاهي السيارات التي تعمل في مجال السياحة وتقدر علي جذب أصحاب السيارات الخاصة لاستخدامها وتوفير سيارات عرض تساعد علي انفراجة في المرور ونقص عدد السيارات التي تزحم الشوارع مع وضع قواعد جديدة تمثل قيودا علي أصحاب السيارات الملاكي لمنع استخدامها في أوقات الذروة بعد توفير وسائل نقل محترمة مثل رفع الدعم عن البنزين وزيادة تعريفة انتظار السيارات بالشوارع والجراجات. يضيف انه يمكن المساهمة في ميزانية هذا الجهاز من خلال إعلانات الطرق وتعريفه أماكن الانتظار بالشوارع وتعريفة التذاكر الموحدة بجميع وسائل النقل بما فيها المترو والتي سيتم تحديدها حسب المسافة التي يقطعها المواطن.. والتي ستوزع أيضا لباقي وسائل النقل حسب المسافة التي تقطعها في نقل الركاب. * يقول د. حسن مهدي استاذ الطرق بكلية الهندسة جامعة عين شمس ان السبب الرئيسي لأزمة المرور بالقاهرة الكبري التي تضم 21 مليون نسمة ان 20% من نسبة السكان يملكون سيارات خاصة لا يستغنون عنها بسبب عدم وجود وسيلة نقل حضارية تنقلهم حيث وسائل النقل المتوفرة بدون صيانة أو نظافة وأحيانا تكون غير آمنة.. لذلك فأهم دور لجهاز نقل الركاب هو تحسين وسائل النقل لجذب أصحاب السيارات الخاصة لإخلاء الشوارع وأماكن الانتظار وتحقيق السيولة المرورية وذلك بأن تكون هناك وسائل غير مدعومة من الدولة حتي لا تفشل بعد فترة مثل الأتوبيسات المكيفة التي أصبحت خردة لأنها تتبع هيئة النقل العام وعديمة الصيانة.. وهذه الوسائل يمكن أن تتولاها شركات خاصة تحت إشراف الجهاز الجديد. * يؤكد ان توفير خدمة نقل مميزة حق لكل مواطن ويجب أن يعمم في جميع وسائل النقل كمترو الأنفاق بتخصيص عربة أو عربتين للقادرين مع رفع سعر التذكرة لهم كما في القطارات والطائرات وهو النظام المتبع في الدول العربية مثل دبي حتي تجذب أصحاب السيارات الملاكي.