الإعادة في الكثير من دوائر القاهرة ستكون أكثر سخونة بعد أن أصبحت المنافسة قاصرة علي مرشحين فقط في كل دائرة علي المقعد الواحد وهي بالتأكيد الأقوي بدليل وصولهما إلي جولة الإعادة. بالاضافة إلي أنها الفرصة الأخيرة أمامهما. إما لاحتلال كرسي البرلمان لمدة خمس سنوات قادمة أو الرسوب والبعد عن الأضواء حتي الانتخابات القادمة. وبسبب شدة المنافسة وفي نفس الوقت ضيق المساحة الزمنية التي يتحرك فيها المرشحون والتي لا تتجاوز 120 ساعة فقط فالكل بدأ التحرك فور تأكدهم من دخولهم معركة الإعادة ولهذا التحرك أساليب وأشكال مختلفة فهناك من حرص علي الإسراع بالسعي إلي التودد إلي الخاسرين في الجولة الأولي لضمان تأييدهم هم وأنصارهم. وهناك من زاد من جولاته الميدانية واتصالاته بالشخصيات المؤثرة بالدائرة من أصحاب النفوذ ومحاولة جذبها للظهور معه في الدائرة كنوع من الدعاية له. ونوع ثالث من الدعاية يتمثل في زيادة الإنفاق بشكل أكثر عن الجولة السابقة حتي لا تضيع الفرصة الأخيرة. * في دائرة الساحل يدور صراع شرس علي مقعد الفئات بين علي رضوان "وطني" وحازم فاروق عبدالخالق ممثل جماعة الإخوان المحظورة قانونا. وتعود شدة الصراع إلي التقارب الشديد في الأصوات التي حصل عليها الاثنان.. رضوان حصل علي 3676 صوتا. وحازم حصل علي 3078 صوتا. ولهذا فالاثنان تحركا بشكل مكثف فور إعلان نتيجة الجولة الأولي من خلال الالتقاء بعدد من الشخصيات الكبيرة في الدائرة لضمان تأييدها في الاعادة وكذلك الالتقاء بالعديد من المرشحين الذين خرجوا في الجولة الأولي للحصول علي دعمهم خلال الإعادة وبالتالي ضمان الأصوات التي حصلوا عليها من قبل. علي مقعد العمال تجري الإعادة بين سيد رستم وطني وحصل علي 5145 صوتا وسعيد بكر كساب مستقل وحصل علي 1491 صوتا ويبدو أن المعركة ستكون أسهل بعض الشيء من معركة الفئات وفرصة سيد رستم الأكبر بسبب الفارق الكبير في أصوات الجولة الأولي والذي يصل إلي 4 آلاف صوت. ورغم ذلك تمت الإعادة لعدم حصول أي من المرشحين علي نسبة ال 50% « 1 من أصوات الناخبين. * وفي دائرة روض الفرج حسم مقعد الفئات من الجولة الأولي بفوز عبدالرحمن راضي وتجري الإعادة علي مقعد العمال بين طارق سباق "وفد" بشرط أن يستمر في المنافسة ولا يستجيب لقرار الحزب بالانسحاب وسامح صادق انطون مستقل ورغم قلة الفارق بين الاثنين في الجولة الأولي حيث حصل الأول علي 2220 صوتا والثاني علي 3076 صوتا إلا أن المؤشرات تؤكد ان الكفة تميل أكثر إلي انطون لمجموعة من الأسباب منها تراجع أسهم مرشح الوفد الذي ابتعد عن الدائرة كثيرا بعد نجاحه في انتخابات 2005. كذلك التحرك الشديد من جانب سامح انطون بجانب تأييد عدد من المرشحين السابقين له.. كذلك زادت شدة الدعاية فور إعلان نتيجة الجولة الأولي وتناثرت شائعات قوية عن وجود تحالفات وتربيطات بين المرشحين ومجموعة من ممثلي الأحزاب بالدائرة وان كان الكلام أكثر عن تأييد الحزب الوطني لأحد المرشحين صراحة خاصة بعد خروج الحزب من حلبة الصراع علي مقعد العمال من الجولة الأولي واكتفائه بمقعد الفئات. وفي دائرة شبرا تدور معركة حامية حيث يتنافس فادي الحبشي فئات وطني وحصل علي 4497 صوتا ورامي لكح فئات وفد وحصل علي 4632 صوتا إذا استمر في المنافسة بعد قرار الحزب بالانسحاب. والبير اسحق وطني عمال وحصل علي 3408 أصوات. وبالتأكيد سيكون البير أحد الفائزين لأنه الوحيد الذي يخوض الانتخابات تحت صفة العمال بعد أن أعلن رضا وهدان "وطني" عدم استكماله للمنافسة بسبب ظروف صحية وتقدمه باعتذار إلي د. محمد الغمراوي أمين القاهرة. والظاهرة الغالبة علي الدعاية لهذه المرحلة الانفاق ببذخ سواء علي الدعاية الانتخابية المباشرة أو لجذب الناخبين وضمان ولاء الكثير من الأصوات. كما تسود حالة من التوتر بأنحاء الدائرة طمعاً في كرسي البرلمان وإن كانت فرصة الوطني كبيرة جداً في حسم مقعدي الدائرة لوجود مرشحين له في مواجهة رامي لكح إذا ما استمر في المنافسة والذي لا يستطيع أحد أن ينكر مدي قوة موقفه خاصة في ظل النفقات الباهظة التي تكبدها منذ الجولة الأولي. وفي دائرة باب الشعرية قام مرشحا الوطني عاطف حمام وسعيد عبدالخالق بالتنسيق فيما بينهما وحرص الاثنان علي التواجد معا وباستمرار في المؤتمرات الشعبية التي تم عقدها في معظم شياخات الدائرة وكان اللافت للنظر هو دعم عبده جابر نائب الدائرة السابق لهما باستمرار لدرجة انه كان يحرص علي التواجد معهما وحضور المؤتمرات الشعبية الداعمة لهما.. في نفس الوقت يعيش المجلس المحلي لباب الشعرية في حالة انعقاد دائم لتأييد مرشحي الحزب. وبالنسبة للمرشحين المستقلين ياسر عيسي وصلاح زكي فتواجدهما أقل من الجولة الأولي.. وكما ان المشاجرة التي قام بها أنصارهما في يوم نتيجة الانتخابات مازالت عالقة في الأذهان حيث قاموا برشق عاطف حمام مرشح الوطني بالحجارة. دائرة المطرية وعين شمس التي تشهد سخونة غير عادية في جولة الاعادة حرص ميمي العمدة مرشح العمال وطني علي التنسيق مع غرفة عمليات الحزب الوطني والشياخات وقام بعقد جلسات مع كبار العائلات بالمطرية وعين شمس ونظم مسيرات بشوارع عمر المختار والكابلات والمطرية لتشجيع الناخبين علي الخروج للتصويت في يوم الحسم غداً. في حين قام محمد محيي الدين مدير الإعلام بالحزب الوطني بالمطرية بتنظيم دورات لتوعية مندوبي الوطني وتثقيف الناخبين علي كيفية عملية التصويت حتي لا يكون الصوت باطلا وتوزيع دليل الناخب علي أهالي المطرية وعين شمس بالمقرات الانتخابية للحزب الوطني. أما ناجح جلال المرشح فئات فحرص علي التواجد في شوارع المطرية عن طريق زيارة الأهالي في العزب وشرح برنامجه الانتخابي ونظم مسيرة حاشدة شارك فيها 3 آلاف شاب وفتاة وقد طافت المسيرة شوارع عين شمس. * أما في دائرة الخليفة فينافس الوطني نفسه بمرشحيه الأربعة : عبدالمنعم بخيت ومختار رشاد وسامي حكيم وحسن التونسي حيث كانت من الدوائر المفتوحة. والأربعة يسعون إلي الحصول علي دعم وتأييد سكان المقابر وورش الرخام التي سيكون لها الدور الأكبر في حسم النتيجة لصالح اثنين من أبناء الوطني. الأحداث في معظم الدوائر الأخري تجري علي نفس المنوال. فالكل يتحرك من أجل اقتناص الفرصة الأخيرة التي لن تتكرر إلا بعد مرور خمس سنوات أخري حيث تجري معركة الاعادة أيضاً في دوائر الزاوية الحمراء والنزهة وحدائق القبة والجمالية ومصر القديمة والبساتين.