ظهور سمكة القرش "الفك المفترس" في مياه شرم الشيخ يهدد السياحة في هذه المدينة الرائعة التي جذبت أنظار العالم وأصبحت مقصداً سياحياً لكل أبناء الدول في أرجاء المعمورة.. بل أصبحت منتجعاً لكثير من الرؤساء والزعماء والحكام. كل السياح يقصدون المدينة للتمتع بالسباحة في مياهها.. وجزء كبير منهم يفضلون ممارسة هواية الغطس.. وظهور "القرش" يفقد المدينة كثيراً من هذه المزايا ويجعل السياح يفكرون ألف مرة قبل التوجه إليها. كانت شرم الشيخ تتمتع بسمعة الأمان من مثل هذه الأسماك الشرسة قبل أن تظهر فيها سمكتان التهمتا أطراف ثلاثة من السائحات الروسيات. ولا ندري كيف ومن أين أتت هاتان السمكتان اللتان عكرتا صفو المدينة. في سرعة تحسب لوزارة البيئة ولشرطة المسطحات المائية تم اصطياد السمكتين المفترستين حيتين بعد أن قام فريق من المحميات الطبيعية بتمشيط المنطقة والمناطق الساحلية المجاورة لمدة 48 ساعة باستخدام اللنشات وأدوات الصيد والحبال وأوناش الرفع. تبين أن إحدي السمكتين ضخمة وأكثر شراسة حيث بلغ طولها مترين ونصف المتر ووزنها 200 كيلو جرام وتم - كما صرح المهندس ماجد جورج وزير البيئة - تحنيط السمكتين ووضعهما في مركز زوار محمية رأس محمد بجنوب سيناء. هذا التحرك السريع من كل هذه الجهات يستحق الشكر والتقدير لأنه يعيد للمنطقة ولمياه شرم الشيخ الأمان ويجعل السياح لايخشون علي حياتهم من التمتع بالسباحة والغطس فيها. لكننا في نفس الوقت نطالب بإجراء دراسة بيئية علمية لمعرفة كيفية وصول هذه الأسماك إلي المنطقة التي كانت بعيدة تماماً عن هذا الخطر ومعرفة الأماكن التي جاءت منها لاتخاذ الإجراءات التي تمنع تكرار تسللها إلينا. لا نريد أن نقف موقف الدفاع من هذه الأسماك فننتظر وصولها ثم نقاومها ونصطادها.. ولكن نريد منع وصولها من المنبع الذي أتت منه حتي ولو حاربناها في عرض مياهنا الإقليمية.. بالرصد والتتبع والقضاء عليها أو اصطيادها حية كما حدث لتلكما السمكتين. شرم الشيخ مقصد سياحي عالمي نال شهرة واسعة باعتبارها من أجمل شواطئ العالم إن لم تكن أجملها علي الإطلاق ولا نريد أن نفرط في هذه الميزة والسمعة. آخر المقال: هل نستبعد قيام إسرائيل بجلب هاتين السمكتين وإطلاقهما في المنطقة ضمن محاربتنا في كل شيء حتي في منابع النيل؟!