علي مدي أكثر من عشرين عاماً منذ أن بدأت مدينة شرم الشيخ تكتسب سمعة عالمية كمنتجع سياحي عالمي متميز بمياهه الصافية وجمال الطبيعة وبالتالي أصبحت محط أنظار العالم لم نسمع ولو مرة واحدة عن وجود سمكة القرش المتوحشة فيها فكان السياح يتمتعون بالسباحة والغوص دون أي خوف. وفجأة ظهرت هذه السمكة المتوحشة علي غير توقع.. وفي البداية ظهرت سمكتان احداهما كبيرة يصل طولها مترين ونصف المتر ووزنها 200 كيلو جرام والتهمت أطراف 3 سائحات روسيات.. ثم ظهرت سمكة أكثر توحشاً والتهمت سائحة ألمانية وقضت عليها. لقد تعجلنا بعد ظهور السمكتين الأوليين وفتحنا الشواطئ بسرعة فكانت الكارثة بالتهام السائحة الألمانية.. واليوم نعلن أننا سنغلق الشواطئ لمدة 72 ساعة فقط ثم نفتحها بعد أن يكون العلماء والغواصون قد أتموا مسح الشواطئ الممتدة في عدة جهات وعرفوا أسباب تواجد القرش المتوحش واطمأنوا إلي اختفائه وعدم تواجده. وأخشي أن يظهر القرش مرة أخري ويؤذي السباحين وهواة الغطس وعندها لن تقوم لسمعة شرم الشيخ قائمة كمدينة سياحية آمنة. لقد لفت نظري في تصريح اللواء عبدالفضيل شوشة محافظ جنوبسيناء ل "الجمهورية" أن العلماء سيدرسون الأسباب الرئيسية وراء تغيير سلوك القرش إلي العدوانية ومهاجمة السياح حتي نتمكن من معالجتها بشكل فوري وقاطع وتحديد المسئولية تجاه ما حدث. فهل معني تصريح السيد المحافظ أن القرش كان موجوداً في مياهنا بشرم الشيخ من قبل وكنا نعلم ذلك لكنه كان قرشاً مستأنساً يداعب السياح ويلاطفهم ثم انقلب عليهم فجأة؟! مدي علمنا ياسيادة المحافظ أن مياه شرم الشيخ لم يكن يوجد بها مثل هذا القرش الذي لا يعيش إلا في المحيطات.. وهذا يشككنا كثيراً بأن هناك عملاً تخريبياً وراء ظهوره ونقله إلي هذه المنطقة الآمنة بهدف محاربة السياحة فيها. فبعد سيطرة الأمن المصري بقوة علي عمليات الإرهاب التي كانت تحدث في المنطقة وأصبحت آمنة تماماً من هذه الناحية.. فكر العدو في محاربتنا فيها بطريقة أخري لم تخطر لنا علي بال.. ضمن مخطط دنيء لمحاربة مصر وحصارها اقتصادياً.. وما التلاعب في مياه حوض النيل وتأليب دول المنبع علينا ببعيد عن هذا المخطط. لقد اتهمت إسرائيل صراحة في مقال سابق منذ عدة أيام بأنها من الممكن أن تكون وراء هذه الأعمال هنا وهناك.. وقد يرد البعض بأن لإسرائيل سائحين يفضلون ممارسة هوايتهم في شرم الشيخ فهل تضر إسرائيل نفسها؟! وأقول إنه لو استمر ظهور القرش في مياهنا فإنه لن يلتهم أي إسرائيلي أو إسرائيلية فربما تم التنبيه عليهم مسبقاً بتحاشي النزول إلي المياه.. لكن ذلك لن يمنع تواجدهم كسياح يجوبون المنطقة. من هنا.. اطالب بأن نتأني في فتح الشواطئ ولا نتعجل ذلك حتي نطمئن تماماً وإلا فسوف نندم كثيراً إذا ظهر القرش مرة ثالثة. لقطة أمنية: عندما يضع مدير الأمن أحد الضباط العاملين معه تحت مجهر الترقب والتربص فالعوض علي الله في مستقبل هذا الضابط.. خاصة عندما يتوعده المدير بالملاحقة ليوقع به.. وفي هذه الحالة لا يكون أمام الضابط إلا اللجوء إلي الله الذي حرم الظلم علي نفسه وحرمه علي عباده.. ثم الاعتماد علي أن هناك قائداً منصفاً لهذا الجهاز سوف يتحقق من الظلم الذي وقع علي الضابط.