تحظي أعمال مجلس الشعب باهتمام كبير ومتابعة مستمرة من جموع المصريين.. فمنذ عقود طويلة لم يحظ المجلس باختيار أعضائه بحرية وشفافية كاملة وفق انتخابات نزيهة كما حدث لبرلمان الثورة. المثير للدهشة والتعجب هو أسلوب الصراخ والشجار الذي يسود لغة الخطاب بين أعضاء المجلس في خلال الجلسات لدرجة أنه في بعض الأحيان يكاد يتحول إلي معركة بالأيدي وهو بالطبع ما لم نكن نتوقعه من السادة الموقرين أعضاء مجلسنا الكرام. وأخيراً جاءت تصريحات النائب الشاب زياد العليمي التي أثارت الضجة والغضب وفجرت معها حالة من الجدل.. لكن القضية الأساسية تكمن في أننا نريد مجلساً مختلفاً يرسي قواعد جديدة ومختلفة في أسلوب الحوار والنقاش خلال مرحلة التحول الديمقراطي. نريد مجلساً مهمته وقضيته الكبري تحقيق مطالب الشعب المطحون وأهداف ثورته. كنا نتوقع من جيل الثورة الواعد أن يساهم في إعطاء صورة رائعة عن فكر وثقافة الشباب بعيداً عن التطاول والجموح الثائر والغضب الأعمي الذي يتجاوز حدود اللياقة ويخلق المزيد من الأزمات التي تأخذنا في مسارات متشعبة لسنا بحاجة إليها في تلك المرحلة الدقيقة والحرجة.. فدولة الحريات يجب أن ينأي أولادها عن المهاترات الكلامية. "بعيداً عن التوافق" نحتاج لرئيس يقود سفينة الوطن إلي بر الأمان. يوقف الهدم ويبدأ في البناء والإصلاح والنهضة. يحافظ علي سيادة الدولة وأمنها الوطني.. ينهض بمصر من سباتها.. يضع القواعد الأساسية لملامح المستقبل. والأهم أن يحقق أهداف الثورة: حرية.. كرامة.. عدالة اجتماعية.. لأنه رئيس لكل المصريين سيأتي بالإرادة الشعبية ذات النسيج الواحد بعيداً عن مصالح القوي السياسية المتشابكة. "الحركة الطلابية" طلاب مصر أمل الغد من أجل استمرار التغيير وبناء مستقبل أفضل تعتلي فيه الفكرة البناءة ساحة الحياة وتسود العقول والضمائر. منذ الأربعينيات وتحديداً عام 46 جسد طلاب مصر قصة حب ونضال من أجل الوطن. نريد صحوة في نفوس الجميع لتستطيع الحركة الطلابية أن تكون ضمير التغيير لتصبح مصر نموذجاً لنهضة هذه الأمة.