* يسأل عبد الله محمود من القاهرة: أعمل طبيبا حاملا درجة "أستاذ" بوسط القاهرة. ويمر عليّ مندوبو شركات أدوية للدعاية لمنتجات دوائية وعلاجية حاملين هدايا عينية فما حكمها؟ * * يجيب الدكتور أحمد محمود كريمه الاستاذ بجامعة الأزهر: مهنة الطب من المهن السامية تقوم علي الاخلاص لله تعالي والصدق معه. وبذل المجهود لنفع الناس وكفاه شرفا "خير الناس أنفعهم للناس". وعلاقة الطبيب بمندوبي دعاية لأدوية شركات معينة فيها ضوابط شرعية يجب مراعاتها فمن ذلك: ان تكون العلاقة بين الأطباء ومندوبي الشركات الدوائية قائمة علي الأمانة والصدق والعفة. قال الله عز وجل "وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان" من سورة المائدة "كلوا من طيبات ما رزقناكم". وألا يؤدي الترويج لمنتج دوائي إلي الاضرار بالمريض فربما يكون الدواء المعلن عنه قد يكون أقل جودة مما سواه. قال سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم "لا ضرر ولا ضرار". وألا يؤدي الترويج لدواء معين للاضرار بأدوية أخري فيما لو شرط علي الطبيب الالتزام بالدواء المعلن وترك غيره وقد يكون المتروك أفضل. هذا السلوك يخالف الشريعة الإسلامية لقاعدة "الضرر" وقاعدة "ترجح المصلحة العامة علي المصلحة الخاصة". وينبغي في الدعاية لمنتجات دوائية خلوها من الغرر والجهالة. ويتصور هذا في اظهار مزايا علي غير الحقيقة ومبالغات. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "لا يحل لأحد يبيع بيعا إلا بيّن ما فيه. ولا يحل لمن يعلم ذلك إلا بينة" رواه الحاكم. وخلوها كذلك من التدليس والفسق. فقد روي مسلم في صحيحه بسنده ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم وعدّ وذكر "رجل باع رجلا سلعة بعد العصر فحلف له بالله لأخذها بكذا وكذا وصدقه وهو غير ذلك". وخلوها من الاحتكار والاستغلال ففي الخبر "لا يحتكر إلا خاطئ" رواه ملم وعن الكذب "الحلف منفعة للسلعة ممحقة للبركة" رواه البخاري أما عن العمولات للأطباء ومن يماثلهم من مندوبي الدعاية فإن كانت للتوصل إلي ما سلف من اضرار بالمريض وبآخرين ففيها معني الرشوة. وهي محرمة. وإن خلت من الاضرار ولم يوجد اشتراط فهي هدية حسب النية في المعطي والأخذ والأولي تركه لقاعدة المتشابهات. * يسأل أشرف السيد عبدالجواد من القاهرة يسأل: لي صديق يحافظ علي الصلاة ولكنه يكذب كثيرا فهل يجوز لي أن اقطع صداقتي به؟ * * يجيب الشيخ اسماعيل نور الدين من علماء الأزهر الشريف: الكذب رذيلة تنقص من كرامة المسلم والكذاب يلعن نفسه وليس بمؤمن كامل الإيمان. والكذب خصلة من خصال المنافقين والعياذ بالله منه. والامة الإسلامية كم تعاني من جماعة المنافقين الكذابين الذين لا يخافون في الله إلا ولا ذمة. قال الله تعالي: "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله علي ما في قلبه وهو الد الخصام وإذا تولي سعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد". والإسلام لا يعرف مثل هذه الشخصيات الزائفة المخادعة التي تعودت الكذب والتدليس والخداع. قال تعالي: "إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله" وقد بين رسول الله صلي الله عليه وسلم ان الكذب من خصال النفاق "إذا حدث كذب". وننصح الأخ السائل بعدم مقاطعته لصديقه ولكن ينصحه ويرشده إلي خصال الخير والتخلي عن خصال النفاق فرنها مذمومة فالمسلم مرآة أخيه.