وارد جداً أن ينسحب مرشح ما من الانتخابات أي انتخابات سواء لأسباب منطقية أو غير منطقية.. هو حر ويتحمل بمفرده نتائج انسحابه. .. ووارد أيضاً أن ينسحب مرشحو تنظيم الإخوان المحظور بحكم القانون والدستور والذين زوروا في أوراق رسمية وقدموا أنفسهم علي أنهم مستقلون علي خلاف الواقع.. أحسن وفي 60 "سلامة" وليتهم يرحلون جميعاً عن مصر التي تطاولوا عليها وقالوا "طظ في مصر وشعب مصر". لكن.. ان ينسحب حزب شرعي كبير أو صغير. قديم أو جديد من الانتخابات البرلمانية بحجج واهية وغير حقيقية.. فإن هذا الانسحاب يعتبر ضربة للحزب نفسه وليس للدولة أو الانتخابات. *** إذا انسحب هذا الحزب أو ذاك.. فكيف إذن يتحمل مسئولية دولة بقيمة وقامة مصر؟.. دولة عدد سكانها 80 مليون نسمة؟.. دولة هي الأكبر عربياً وإسلامياً وشرق أوسطياً وأفريقياً؟.. دولة لها علاقات متشعبة ووثيقة بكافة دول العالم وعليها مسئوليات دولية وإقليمية كثيرة؟.. كيف؟.. لا أدري! أي حزب سياسي شرعي سواء في مصر أو في أي دولة بالعالم إنما يعمل علي أمل أن يتولي السلطة في بلاده.. فهل الانسحاب والهروب يحققان هذا الهدف؟ إن الجندي عندما يترك ساحة المعركة غير مبال بأي شيء سواء ببلاده ونظامها وقانونها ودستورها. أو بناخبيه الذين يساندونه ويضعون فيه ثقتهم.. فإنه يخون الأمانة ويقدم الدليل القاطع علي فشله وعدم تحمله المسئولية.. الآن وغداً. *** المفروض والواجب ألا يهرب الحزب من المعركة مهما كانت النتائج والدوافع والتوابع.. وأن يجلس العقلاء والحكماء فيه ليدرسوا ويدققوا ويتوصلوا إلي الأسباب الحقيقية للاخفاق دون إلقائها علي شماعة الغير! قد يكون اختيار المرشحين سيئاً.. وقد يكون هناك عدم اقتناع من الناخبين بهذا المرشح أو ذاك.. وقد يكون المرشح المنافس أقوي.. وقد يكون حدث انتهاك ما للقانون قلب الموازين.. إلي غير ذلك. الأسباب كثيرة ومتعددة.. والمهم أن يضع الحزب يده علي الصحيح منها دون افتئات علي الحقيقة أو قلب لها لتبييض الوجه أو الحصول علي صك البراءة من الاخفاق والفشل. الانسحاب في حد ذاته.. أكبر فشل.