تطور هائل حققته دار الإفتاء المصرية منذ تولي مقاليد الأمور فيها دكتور علي جمعة مفتي الجمهورية.. هذا التطور مثل نقلة نوعية في تاريخ الدار منذ نشأتها لتدخل بؤرة العالمية لأول مرة في تاريخها. ويمكن للمتابع رصد ثلاثة اتجاهات تمثلت فيها حركة التطوير التي انتهجها فضيلة الدكتور علي جمعة منذ أن تولي المنصب عام 2003. وتمثلت في التطوير المؤسسي ويعني أن دار الإفتاء أصبحت مؤسسة لها هياكلها الإدارية وإداراتها المتخصصة بعيداً عن شخص المفتي.. وهذا المعلم واضح حيث كانت الدار فيما قبل مختزلة في شخصية المفتي أياً كانت.. وعلي المستوي المؤسسي أيضا يأتي الإنجاز الأهم وهو استقلال الدار مالياً وإدارياً عن وزارة العدل في أواخر 2007 بعد أن كانت مجرد إدارة تابعة للوزارة. وأيضا حينما أصبح لها لائحة مالية وإدارية تنظم العمل بها. وفي الإطار نفسه يأتي استحداث مجموعة من الأقسام الجديدة لخدمة طالبي الفتوي والاستشارات الشرعية. منها قسم الأبحاث الشرعية. وإدارة الحساب الشرعي وهي خاصة بالفتاوي والاستشارات البنكية. وكذلك موقع إلكتروني بتسع لغات. ومركز استقبال مكالمات "كول سنتر" يعمل بتسع لغات يستقبل يومياً 2000 مكالمة. أيضا ترسيخ فضيلته لمجموعة من البرامج التدريبية المدروسة بطريقة منهجية لتدريب القيادات والأفراد علي نظم الإدارة الحديثة. فضلاً عن برامج أخري لتأهيل المفتين من دول عدة علي مهارات الإفتاء ليكونوا مفتين في بلادهم علي المنهج الأزهري الوسطي. تحولت الإفتاء لبؤرة الاهتمام العالمي. بحيث حرص فضيلة الدكتور علي جمعة علي ان تكون الدار بحسبها أحد روافد الأزهر الشريف في بؤرة الحدث العالمي مشاركة ومبادرة في بعض الأحوال. يمكن هنا رصد حالة التفاعل بين الدار وبين بعض المؤسسات العالمية التي عقدت معها الدار مجموعة من بروتوكولات التعاون لخدمة الجاليات المسلمة في كل أنحاء العالم. وأيضا دعوة الدار ومشاركتها في أكثر من 200 مؤتمر عالمي لتوصيل رسالة الإسلام الوسطية. يمكن الإشارة أيضا إلي اختيار مركز التفاهم الإسلامي المسيحي بجامعة جورج تاون الأمريكية والمركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية بالأردن. فضيلة المفتي ليحتل المرتبة الثانية عشرة بين أفضل 500 شخصية مؤثرة في العالم.. حسب دراسة معتمدة يجريها المركز سنوياً.. وأيضا الجائزة الدولية التي منحتها مؤسسة ميديا تينور الدولية بسويسرا لدار الإفتاء المصرية. معتبرة الدار في قائمة المؤسسات الدولية الأكثر تأثيراً في العالم في بناء الجسور بين الثقافات. وتعتبر الدار أول مؤسسة إسلامية في العالم تحصل علي هذه الجائزة. أيضا يأتي انضمام دار الإفتاء المصرية إلي مبادرة "أكاديمك إمباكت" للأمم المتحدة لتصبح بذلك أول مؤسسة إسلامية علي مستوي العالم تحصل علي هذه العضوية. اعترافاً بجهود دار الإفتاء المصرية في مجالات الفتوي والتواصل بين الحضارات والثقافات عن طريق موقع يبث محتواه بتسع لغات. إضافة إلي أنشطة فضيلة المفتي ومقالاته وتأثيره العالمي. مبادرات مستقبلية. هذه المبادرات التي أعلنتها دار الإفتاء في حصادها السنوي. والتي تظهر أن الدار تعمل بسياسة النفس الطويل.. ومنها علي سبيل المثال: اعتزام المركز الإعلامي للدار إطلاق بوابة إلكترونية شاملة يهدف المركز من خلالها أن يكون نافذة علي الشأن الديني بمختلف أصعدته. وفي السياق نفسه يعتزم المركز العمل علي مشروع لتدريب الصحفيين العاملين في الشأن الديني: في محاولة لتقريب المفاهيم الدينية والشرعية وفك شفرتها للصحفيين العاملين بهذا المجال. علي المستوي الفقهي تخطط الدار لمؤتمر عالمي عن قضايا الإفتاء المستجدة. ومنها ما يتعلق بالفقه السياسي وفقه الأقليات وفقه المرأة وغيرها من القضايا التي تمس واقع الأمة. في السياق الفقهي أيضا تحاول الدار إطلاق مبادرة دار الإفتاء العالمية تهدف من خلاله إلي توحيد الرؤي الإفتائية في العالم في القضايا المشتركة. وتبادل القضايا والأبحاث عن طريق مفتين عالميين مشهود لهم بالعلم. علي المستوي الاجتماعي تطلق الدار في العام المقبل حزمة من المبادرات التي تتعلق بالهموم الحياتية. كفض المنازعات. والإرشاد الأسري وغيرها من الأمور التي تتعلق بمفردات حياة الناس. كذلك مشروع التعليم عن بعد والذي تحاول الدار من خلاله الإسهام في هذا المجال الحيوي. وقد أكدت الدار أنها اتخذت في هذا المشروع مجموعة من الإجراءات وجاري التنسيق بشأن اسقبال الطلاب في عام .2012