يبدو أن أزمة تهريب السجائر المستوردة والتي استفحلت خلال الفترة الحالية لم تقتصر فقط علي الموانيء التي تستقبل كميات كبيرة من الحاويات تحمل كميات هائلة من السجائر المهربة بكافة أنواعها حيث انتقلت الأزمة الي مطار القاهرة الدولي وتحولت عمليات تهريب السجائر الي ظاهرة ملفتة خلال الشهور الماضية وتحديداً بعد زيادة أسعار السجائر المستوردة بسبب اضافة الضريبة الجديدة البالغة 10% علي ثمن السجائر القادمة من الخارج منذ أوائل يوليو الماضي.. الاستفادة من فارق السعر وتحقيق مكاسب خيالية من تهريب السجائر المستوردة أغري الكثير من ضعاف النفوس وغائبي الضمائر علي ممارسة اللعبة ومحاولة تسريب كميات ليست بقليلة عبر الأسواق الحرة المتواجدة بالمطار ثم بيعها للتجار وللأسف وقع في الفخ بعض موظفي المطار الذين حاولوا تمرير بضاعة المزاج المستوردة بشرائها من الأسواق الحرة دون الحصول علي جوازات سفر وهو الاجراء القانوني المتبع والأمثلة كثيرة فمنذ أيام ضبطت سلطات أمن المطار محاولة تهريب 500 علبة سجائر مع موظف بالمطار. حاول تمريرها بمساعدة موظف آخر لبيعها خارج الأسواق والاستفادة بفارق الأسعار ترجع أحداث الواقعة حينما اشتبه ضابط المباحث في الموظف أثناء محاولة خروجه من صالة السفر بالمطار ومعه كميات السجائر يخفيها بين طيات ملابسه وداخل أكياس بلاستيك من الأسواق الحرة. وبالقبض عليه تبين أنه قام بشرائها من الأسواق الحرة دون الحصول علي جوازات سفر. علي الفور أرشد الموظف علي الآخر الذي ساعده. وتم احالتهما الي النيابة بتهمة التهريب الجمركي. في 17 نوفمبر الماضي شهد مبني الركاب 3 محاولة أحد عمال النظافة تهريب 30 خرطوشة سجائر داخل كيس قمامة وتم كشفه عن طريق رجال الجمارك الذين لاحظوا علامات الارتباك تسيطر عليه أثناء تنقله داخل وخارج الصالات وبرغم القبض علي العامل إلا أنه لم يتم الكشف عمن ساعده.في 3 أكتوبر الماضي تمكنت سلطات أمن مطار القاهرة الدولي. من ضبط موظف بإحدي الشركات العاملة بالمطار أثناء تهريبه لكميات من السجائر التي تباع بمنطقة الأسواق الحرة داخل صالة رقم "4" المخصصة للطائرات الخاصة بهدف بيعها للمحال بأغلي من سعرها.. تم كشف محاولة التهريب بعد أن شك ضابط التأمين في الموظف بعد ملاحظة دخوله وخروجه من الصالة أكثر من مرة في أوقات متعاقبة وتبين أن الموظف أخفي السجائر تحت ملابسه. وبتعقبه عثر معه علي 160 علبة داخل سيارته الخاصة التي كانت بساحة انتظار السيارات أمام الصالة.. اعترف الموظف بأنه يستغل عدم الاقبال علي صالة "4" والذهاب اليها لشراء السجائر من الأسواق الحرة وبيعها في المحال الخارجية للاستفادة من فارق الأسعار وهكذا يتضح لنا أن محاولات التهريب تتم في جميع الصالات.المكسب الحرام لتهريب السجائر المستوردة لم يقتصر علي الموظفين بل سال عليه لعاب الركاب حيث لجأ راكب يمني منذ أسابيع الي حيلة غريبة لخداع رجال الأمن والجمارك وتمكن من دخول صالة السفر مستخدما تذكرة سفر الكترونية وهمية لدخول المنطقة الجمركية ومن صالة السفر تسلل من خلال الأسانسير الخاص بالعاملين الي صالة الوصول والتي قابل فيها أحد الركاب اليمنين القادمين من اليمن في نفس التوقيت علي طائرة مصر للطيران القادمة من صنعاء. وتسلم منه الحقائب الثلاثة واستخدم الراكب مصعد العاملين مرة أخري للعودة الي صالة السفر وقال لرجال الجمارك إنه مضطر للخروج من الصالة بحجة أن أوزان حقائبه تفوق الوزن المسموح به علي الطائرة. ولكن محمد فتحي مأمور جمارك لم تنطل عليه هذه الأكذوبة وبتفيش الحقائب تم العثور علي ما يقرب من 150 خرطوشة سجائر وتم تحرير محضر بالوقعة والتحفظ علي المضبوطات والراكب الذي طلب التصالح وسداد الغرامات المستحقة التي قدرت مبدئياً بمبلغ 70 ألف جنيه.