قراءة تحليلية متأنية لنتائج انتخابات مجلس الشوري تؤكد استحواذ الإخوان المسلمين علي أكثر من 50% من المقاعد وذلك بعد حصولهم علي حوالي 60% في المرحلة الأولي وحوالي 50% في المرحلة الثانية من مقاعد القوائم ومقعدين فردي في حين يخوض 23 مرشحا للحرية والعدالة جولة الاعادة علي 26 مقعدا وتبدو فرص هؤلاء المرشحين الأقوي للفوز بعدد كبير من المقاعد. سيطرة الإخوان علي مجلس الشوري علاوة علي وجودهم بأكثرية في مجلس الشعب تعني عدة أشياء أهمها انهم ستكون لهم اليد الطولي في اختيار أعضاء اللجنة التأسيسية لوضع الدستور وذلك عندما يحين موعد الاجتماع المشترك ين المجلسين يوم 4 مارس القادم لاختيار هؤلاء الأعضاء فالأغلبية ستكون للإخوان وبالطبع سيكون هناك نوع من التنسيق والتحالف بينهم وبين السلفيين القوة الثانية في المجلسين. النقطة الثانية المترتبة علي هذه الأغلبية وذلك الاستحواذ ان الإخوان لن يجدوا أي صعوبة في الفوز برئاسة مجلس الشوري ليجمعوا بذلك بين رئاسة المجلسين ولن يجد محمد طوسون مرشح الحرية والعدالة لمنصب رئيس مجلس الشوري أي صعوبة في الفوز بهذا الموقع خاصة مع مباركة د. عماد عبدالغفور رئيس حزب النور لهذا الترشيح.. وسيكون الرد جاهزا من الإخوان بترك منصب وكيل المجلس للنور مع الوضع في الاعتبار ان مجدي المعصراوي القيادي بحزب الكرامة والمرشح علي قائمة التحالف الديمقراطي بقيادة الحرية والعدالة سيكون هو الوكيل الأول لمجلس الشوري. النقطة الثالثة ان لجان مجلس الشوري سيتم توزيعها رئاسة ووكالة وأمانة سر بين الحرية والعدالة والنور وان حزب الوفد سيخرج من إطار التوزيع واللجان ولن يترشح منه أحد لأي منصب خاصة وان تواجده في الشوري ضعيف للغاية وكذلك تحالف الكتلة المصرية الذي يعد تمثيله في الشوري رمزياً. الظاهرة اللافتة للنظر في انتخابات الشوري هي استحواذ حزب النور السلفي علي 5 مقاعد في محافظة مطروح من 6 مقاعد جملة المخصص للمحافظة فقد حصل حزب النور علي 3 مقاعد في القوائم في حين ترك مقعدا واحدا للحرية والعدالة.. وبالنسبة للفردي فاز مرشحا النور وخسر مرشحا الإخوان.. يذكر أن نتائج الشوري جاءت مماثلة إلي حد كبير للشعب لسيطرة السلفيين علي المحافظة بنسبة 99%. * نتائج باقي المحافظات جاءت كالعادة الحرية والعدالة في المقدمة في أغلب الأحوال يليه النور وإن كان الأول قد استرد المقدمة من الثاني الذي تفوق عليه في انتخابات الشعب في كفر الشيخ.. أما في باقي المحافظات فكان شعارها تقسيم المقاعد بين الحزبين ولكن بنسبة أكبر للحرية والعدالة.