تراث مدن القناة الغنائي غني ورغم تشابه الا أن كل مدينة لها خصوصيتها وشخصيتها الشعبية المميزة من هذه الفرق فرقة "الوزيري" وهي نفس الفرقة التي كان الوزيري ملك السمسمية عضوا بها قبل رحيله وهي نفس الفرقة التي تضم حاليا احد احفاد الوزيري.. اكد الفنان زكريا ابراهيم مدير مركز المصطبة للموسيقي الشعبية ان فرقة "الرانجو" تستعد للسفر الي مدينة الأقصر للمشاركة في افتتاح مهرجان "الاقصر للسينما الأفريقية" والذي سيفتتح يوم الثلاثاء 21 الجاري حيث ستقدم الفرقة بالإضافة الي عرضها عرضا اضافيا بالاشتراك مع فرقة "الأقصر للفنون الشعبية". اضاف: ان مدن القناة الثلاث "بورسعيد الإسماعيليةالسويس" تتميز بوجود تراث موسيقي غنائي متشابه. ومع ذلك فله في كل مدينة ملامحه الخاصة. ففي مدينة الاسماعيلية التي تتوسط القناة توافدت عليها هذه الفنون من ثلاثة روافد الأول هو التأثير السوداني المتواجد في اقدم احياء المدينة "عرايشية العبيد" منذ بنائه في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر: والثاني هو ما انتقل إليها من بورسعيد أو السويس من خلال تفاعل الفنانين الشعبيين مع بعضهم البعض. وأيضا عبر حركة الملاحة في القناة. وهو ما تولد عنه انتقال آلة السمسية للمدينة في نهاية الثلاثينيات من القرن العشرين. أما الثالث فقد أتي من الشواطيء الأخري لبحيرة المنزلة. التي تقع الإسماعيلية نفسها علي أحد أطرافها. خاصة مع عائلات الصيادين الذين سكنوا "عزبة البهتيني" وحملوا معهم أغاني الصيد وأغاني الضمة. في شوارع المدينة اختلطت هذه الروافد لتكون ما يمكن أن نسميه "الفن الشعبي 1967 الإسماعيلاوي" الذي أخذ في الازدهار منذ أوائل الخمسينيات حتي حرب يونيو كان علي السكان بعد الحرب أن يهاجروا من المدينة الي المحافظات المصرية الداخلية البعيدة عن أرض المعركة. وفي المهجر: في المدن والقري ومعسكرات التهجير واصل شعب الإسماعيلية. مشاركا المهاجرين القادمين من بورسعيد والسويس. غناءه عبر آلة السمسمية التي لعبت دورا هاما في احداث التواصل فيما بينهم من خلال الأغاني التي عبرت عن همومهم المشتركة. مع انتهاء الحرب وعودة المهجرين الي مدنهم كانت الأحوال في المدينة. كما في مصر عموما. قد تغيرت عن السابق: فمع تبني سياسة الانفتاح الاقتصادي اختلفت منظمومة القيم الاجتماعية. ومع نهاية السبعينيات بدأ الميل التجاري يغزو الفن التراثي القديم واشتدت المنافسة علي مكاسب سوق الأفراح مما أدي إلي انفضاض الفنانين الأصلاء عن هذا المجال ومات من مات وتقاعد الآخرون. شخص واحد فقط من هؤلاء. هو الفنان "محمد الوزيري". رفض أن ينزوي بعيدا وظل محتضنا آلة السمسمية الخاصة به ولم يكن يدري في الوقت نفسه ماذا يستطيع وحده أن يفعل بها. حتي التقي "الوزيري" في عام 1994 زكريا ابراهيم مؤسس ومدير مركز المصطبة للموسيقي الشعبية المصرية. وبدأ في الارتباط بتجربة فرقة "الطنبورة" في بورسعيد التي مثلت محاولة لتجميع موسيقي وأغاني بورسعيد من خلال تجميع قدامي الفنانين. الذين كانوا هم أيضا قد تقاعدوا كما فعل أقرانهم في الإسماعيلية وأصبح هناك أمل جديد في أن يحدث في الإسماعيلية ما حدث في بورسعيد حتي تمكنا معا في نفس العام المذكور من الشروع في تأسيس فرقة "الصحبجية" بتجميع قدامي الفنانين الشعبيين بهدف حماية هذا التراث من الضياع.