هذا حدث ثقافي كبير بكل المقاييس يستحق القائمون عليه التحية والتقدير حيث قدموا للحياة الثقافية هدية بالغة القيمة والأهمية تتمثل في إصدار الأعمال الكاملة لشاعر مصر الأكبر صلاح جاهين. لم تكن هذه الأعمال متاحة من قبل. مجرد طبعات متناثرة هنا وهناك. وبعضها مزور وغير دقيق. حتي جاء د.أحمد مجاهد رئيساً لهيئة الكتاب فقرر إصدارها كاملة في سبعة مجلدات تحت عنوان "حلاوة زمان" والحق أنها ليست "حلاوة زمان" فحسب بل هي حلاوة كل وقت وزمان والآن وإلي ما شاء الله. لم يأخذ هذا الحدث المهم حظه إعلامياً بما يليق به. ربما نظراً للظروف التي تمر بها البلاد. حتي الاحتفالية التي أقيمت بهذه المناسبة خلال فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب لم تأت علي قدر الحدث. وهو ما يجعلنا ندعو إلي مزيد من الاهتمام بتسليط الضوء علي هذا الحدث وتوجيه التحية للقائمين عليه وكذلك لأسرة الشاعر الراحل وعلي رأسها بالطبع نجله الشاعر الكبير بهاء جاهين. الأعمال الكاملة لصلاح جاهين صدرت في سبعة كتب. وكما يقول بهاء جاهين فإنها تمثل كل ما كتبه صلاح جاهين "إلا أقل القليل" وأكثر من 70% من محتوياتها لم يسبق نشره. وهذه الكتب السبعة هي: الدواوين الشعرية. منوعات غنائية "نشر منها جزء قليل". أعمال مسرحية "لم يسبق نشرها". في الفاضية والمليانة "لم يسبق نشرها" وهذه الأجزاء هي الوحيدة الموجودة في السوق حالياً التي صدرت بشكل شرعي وخضعت لمراجعة دقيقة. وهي التي يمكن تسميتها بالأعمال الكاملة. الأعمال الكاملة لصلاح جاهين صمم أغلفتها وأخرجها فنياً الفنان الكبير حلمي التوني. وربما يكون إصدارها وإتاحتها للقارئ فرصة للباحثين والنقاد للإلمام بعالم صلاح جاهين بشكل دقيق. حيث لم يأخذ هذا الشاعر الكبير حظه من النقد والدراسة حتي الآن. لدرجة أن معلومات الأجيال الجديدة عن حجم إنجازه تكاد تكون محدودة. في الوقت الذي يلح عليهم الإعلام الجاهل والفاسد بشعراء في غاية التفاهة والانتهازية باعتبارهم شعراء اللحظة الراهنة وما هم بشعراء أساساً.. وربما تكون إتاحة أعمال جاهين الكاملة أيضاً فرصة للإعلاميين الجهلاء ليتعرفوا علي الشعر في جوهره الحقيقي. الشعر عندما يكتبه صلاح جاهين أعظم وأهم من أنجبتهم مصر من شعراء.