السؤال الذي يحاصرني أينما ذهبت من الأصدقاء والقراء. إيه مصير الدوري؟! سؤال يشغل بال الجميع في الشارع.. والاهتمام به لا يلغي كل الأحزان علي شهداء حادثة بورسعيد وتضامنهم مع أسرهم. ودعواتهم للمصابين بالشفاء العاجل.. وحتمية ان تعجل التحقيقات علي كافة المستويات "النيابة والبرلمان وغيرهما" الي نتائج عاجلة تكشف الجناة. ليتحمل كل مجرم جزاء ما اقترفت يداه ولكي يرفع الاتهام عن شعب بورسعيد الذي ظلم اجمالاً بفعلة بعض المجرمين. وفي كل مرة أتلقي فيها هذا السؤال أجد نفسي مضطرا للاجابة. بمهنية خالصة. بعيداً عن مشاعري التي طالبت فيها من اليوم الأول لفاجعة ستاد بوسعيد بالغاء الدوري. وهي نفس المشاعر الحارة للاعبي الأهلي الذين رأوا أحداثها بأعينهم.. ولكن الدنيا لن تقف عند رأيي الشخصي أو المشاعر الموجوعة بفراق هؤلاء الشهداء الأعزاء. لذلك أعرض تحليلي واجاباتي التي تعتمد علي موقفين. الموقف الأول: وهو الخاص بإلغاء الدوري.. ويتبعه ارتباك اقتصادي كبير جداً في كل الأندية والمنظومة الكروية بأكملها لأن عدداً كبيراً جداً "يرتزق" من اللعبة. ولا أقصد اللاعبين والأجهزة الفنية فقط. ولكن أشير أيضاً الي الأجهزة المعاونة بما في ذلك عمال غرف الملابس.. ومن تداعيات هذا الارتباك الاقتصادي موقف الأندية من عقود لاعبيها. وهل ستوفي بها أم تجمدها وهو ما لن يقبله اللاعبون بأي حال.. فإذا صبروا بعض الوقت. لن يصبروا طول الوقت ونقطة أخري. تتعلق بنظام المسابقة نفسها لأنها لو ألغيت هذا الموسم. سوف تستأنف الموسم القادم ب19 نادياً أيضاً الاشكالية. مما يعني أنه لن يكون هناك هبوط وبالتالي فنحن نظلم الأندية المتطلعة للصعود في نهاية الموسم وأعدت نفسها لذلك بنفقات كبيرة.. فكيف سيكون شكل المسابقة الموسم القادم. ونحن علي أبواب دوري المحترفين. من الذي سيهبط ومن الذي سيبقي ومن الذي سيصعد؟!.. ناهيك عن توابع الاستعدادات الواجبة للمنتخبات الوطنية والأوليمبي والأول في الاستعدادات لدورة لندن الأوليمبية والتصفيات المؤهلة لبطولة الأمم الأفريقية في جنوب أفريقيا وتصفيات كأس العالم.. ولا يمكن ان تضمن أجهزة المنتخبات استعداداً جيداً واختيارات مناسبة دون نشاط. الموقف الثاني: وهو الخاص باستئناف مسابقة الدوري.. فتتوارد لدي تساؤلات عدة في هذه الحالة. بداية من موقف النادي المصري وهل سيهبط للقسم الثاني أم سيحرم اللعب علي ملعبه طوال الموسم.. وإذا هبط. فما مصير نتائج مبارياته السابقة وهل تحسب نتائجها للفرق الأخري.. وما هو موقف الحضور الجماهيري. وإلي أي مدي سيكون قبول الأمن لتحمل مسئولية تأمين المباريات مرة أخري سواء كانت بجمهور أو دون جمهور؟! هذا استعرض للموقف من كافة الوجوه وان كنت أتمني أن يتحمل الجميع مسئولياته في هذه المرحلة الحرجة جداً. وبكل شجاعة لأننا دولة كبيرة وعظيمة أمام كل التحديات وحتي علي أحزانها.