حملت "جمعة الرحيل" أو أياً ما يطلق عليها في ظل تعدد الأسماء بالإسكندرية وقبل ساعات من يوم العصيان المدني العديد من المفاجآت الغريبة أهمها خروج ما يقرب من 7 آلاف مواطن لينضموا الي "توفيق عكاشة" صاحب قناة الفراعين في أول ظهور له بالإسكندرية كمؤيد للمجلس العسكري وللمطالبة بطرد السفيرة الأمريكية. تم توزيع 12 منشوراً في يوم واحد ما بين مؤيد ومعارض للعصيان المدني. تمكنت القوات البحرية والشرطة العسكرية من منع حدوث مواجهات بين ائتلافات شباب الثورة وبين مؤيدي القوات المسلحة وأبناء بحري المنضمين لهم. بداية اليوم شهدت خروج 3 أتوبيسات تضم شباباً من ائتلافات ثورية متعددة الي القاهرة للمشاركة في مظاهرة التحرير بزعامة "هيثم الحريري" نجل عضو مجلس الشعب "أبو العز الحريري" المنسق لعملية السفر والعودة. وتم التجمع بميدان مسجد القائد إبراهيم في الساعات الأولي من الصباح. أكد الشيخ "قدري" زعيم منطقة بحري أثناء خطبته بمسجد "أئمة الهدي" أن جميع مساجد منطقة الجمرك طالبت برفض "العصيان" والدعوي للعمل ودفع الضرائب. قامت مجموعة من السيدات "المنتقبات" داخل مصلي النساء في مسجد القائد إبراهيم المقام بالشارع الهتاف "يسقط حكم العسكر" في الوقت الذي لم يكن فيه الرجال خرجوا من المسجد في واقعة هي الأولي من نوعها خاصة أن المنتقبات ينسبن عادة الي الجماعات السلفية التي تعتبر صوت المرأة عورة.. وتجمع ما يقرب من "ألف" من الشباب من الائتلافات الثورية وأعقبها مسيرة أخري ضمت العشرات من النساء من مختلف الأعمار الشبابية في اتجاه منطقة رأس التين العسكرية رافعين مطالب الثورة المعروفة ومرددين شعارات "عسكر عسكر ليه.. إحنا في سينا ولا إيه".. وشارك في المسيرة حركة 6 أبريل و"حملة لازم" واتحاد شباب ماسبيرو وغيرهم. خرج أبناء بحري ومعهم أبناء المناطق الشعبية بالإسكندرية بالآلاف كمؤيدين للقوات المسلحة أمام منطقة رأس التين حيث تم وضع منصة في وسط الميدان المطل علي المنطقة العسكرية أذيعت فيها الأغاني الوطنية وحمل المؤيدون الأعلام المصرية رافضين الدعوة للعصيان.. وتعد هذه هي المرة الأولي التي تخرج فيها أعداد كبيرة من أبناء الثغر كمؤيدين للقوات المسلحة. مع اقتراب مظاهرة ائتلافات الثوار من منطقة رأس التين حدث تشابك ما بين أبناء منطقة بحري وبين المظاهرات القادمة من القائد إبراهيم وهو ما دعا القوات البحرية والشرطة العسكرية لوضع حاجز من السيارات العسكرية بعرض الطريق للفصل بين مظاهرتي التأييد والرفض. كان الظهور المفاجيء "لتوفيق عكاشة" صاحب قناة الفراعين في الثالثة عصراً مفاجأة للكثيرين حيث طالب وسط المؤيدين للمجلس العسكري والرافضين للعصيان بطرد السفيرة الأمريكية من القاهرة ورفض المعونة الأمريكية المشبوهة للمنظمات الداعية للفساد ومهاجمتها للمخابرات والأجهزة الأمنية وتعالت الهتافات "إحنا الشعب المصري مش عاوزين معونة وذل" وهتافات معادية لحركة 6 أبريل ونشطائها المعروفين و"الجيش والشعب إيد واحدة".. وبالطبع كان الهتاف علي الجانب الآخر مضاداً للمجلس العسكري إلا أن الأعداد المؤيدة كانت الأكبر وهو ما دفع العديد للتساؤل حول زحف ائتلافات الثوار الي مكان تجمع مؤيدي المجلس العسكري المعروف بمنطقة رأس التين بينما من المعتاد أن تتوجه المظاهرات الرافضة الي المنطقة الشمالية!!