لا تزال ليلة تنحي الرئيس السابق حسني مبارك تبوح بأسرارها.. ففي هذه الليلة انتابت جموع الشعب المصري فرحة هسيترية. فرحة لم يذقها الشعب من قبل. في اليوم التالي للتنحي تحول المتلونون المؤيدون للنظام إلي معارضين ولبسوا ثوب الثورة.. قفزوا إلي مركبها لتصدر المشهد السياسي كما تعودوا سواء في الأمن أو من الاحزاب وعلي رأسهم فلول الإعلام رموز النظام الذين ضللوا الشعب من أجل التربح والحصول علي المناصب علي حساب دم المصريين البسطاء. أكد الخبراء علي ضرورة إصدار قانون العزل السياسي ومعاقبة الذين ساهموا في افساد الحياة السياسية وملاحقة من لم تصل لهم يد العدالة مهما طال الزمن حتي يشفي غليل الشعب وتتحقق نتائج الثورة. بعض أصحاب الشهادات الذين عاشوا هذه الليلة يروون ذكرياتهم: الدكتور علي عبدالعزيز رئيس حكومة الظل.. ذكري 11 فبراير غالية عند كل مصري فقد تم اسقاط رأس النظام ولكن لم يسقط النظام كاملا ويعتبر الاعلام هو أهم الاركان الذي كان يعتمد عليه مبارك ونظامه خاصة برامج التوك شو التي كانت بمثابة خداع للشعب لايجاد مبررات لبقاء النظام. في يوم 11 فبراير صباحاً أعلنت حملة علي الفيس بوك أحذر من برامج 90 دقيقة والعاشرة مساء والحياة اليوم. وهذه البرامج عملت علي تثبيط همم الشباب في الميدان وتشويه صورته. من المشاهد التي لا تنسي مشهد المذيعة مني الشاذلي وهي تبكي علي الهواء قبل إعلان الرحيل وكأنها كانت تتوسل للشعب أن يترك الميدان ويذهب الجميع إلي بيوتهم وكأن هذه البرامج تدار من داخل جهاز أمن الدولة. أشار إلي أن هذه الطاحونة الإعلامية كانت تمهد لمشروع التوريث علي يد أحمد شوبير ومدحت شلبي ومقدمة برنامج الحياة اليوم المعروفة فكانوا يمارسون عملية تضليل ممنهجة ضد هذا الشعب المقهور والمظلوم لتحقيق مصالح شخصية سواء مادية أو سياسية.. ونأمل إزالة هذه القشرة السوداء من تاريخ الاعلام ولا يسمح لهم بالتحدث باسم الثورة ولكن هؤلاء الاعلاميين مفضوحون للرأي العام. أما عصام شيحة المتحدث الرسمي باسم حزب الوفد فيري أن يوم 11 فبراير يوم مشهود في تاريخ مصر ولكن مرور عام دون تحقيق الثورة لأهدافها النبيلة يجعل في القلب ضيق خاصة ما حدث في المرحلة الانتقالية من ارتباك وتردد مما أعطي فرصة كبيرة لاركان النظام السابق بممارسة العنف من خلال مواقعهم في السلطة ويدعم من المبالغ المالية الضخمة التي استولوا عليها من دماء الشعب المصري واستغلالها في أعمال البلطجة للانقضاض علي الثورة. الدكتور جمال سلامة أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس يري أن ليلة التنحي حدث مهم سيغير مجري المنطقة العربية بأكملها وليس مصر فقط ومرتبط بنجاح الثورة وإنجازاتها. طالب بتنحي فريق "عاش الملك مات الملك" في كافة المجالات سواء وسائل الاعلام أو الأمن فهؤلاء فئة النصف بالمائة لكن هناك نماذج انزوت مع الاحداث ويطلق عليهم رجال المراحل فإذا ثبت ارتكاب فساد سياسي يتم محاسبته هؤلاء وهذا يتطلب اصدار قانون لافساد الحياة السياسية. طالب بضرورة التفتيش وراء من لم تصل يد العدالة اليهم حتي الآن خاصة من حصلوا علي امتيازات واحتكارات وتربحوا حتي تعود الحقوق لاصحابها من خلال المراجعات المالية والقانونية لكل من سانده النظام السابق حتي ان ترك منصبه وتسبب في إهدار المال العام فيحاسب ويتم ملاحقته مهما مر من الوقت. يتذكر مايكل منير رئيس حزب الحياة ليلة التنحي والتجمع مع د. عمرو حمزاوي ود. عمرو الشوبكي بميدان التحرير حيث ظلوا يهللون فرحا ورقصا وسط الشباب ولا يستطيع نسيان الفرحة التي انتابت الميدان في هيستيريا وظلت حتي الصباح ولم يصدق أحد ما حدث وكأنه حلم يعيشه الشعب المصري وخاصة الثوار. لكن ما يشعره بالحزن الآن المتحولون الذين تحولوا من مساندة النظام إلي المهاجمة واصبحوا معارضين ونجوما للقنوات الفضائية بعد أن كانوا يتلقون أوامرهم من أمن الدولة. قال إن فتاوي التيار السلفي والذي أصبح في السلطة الآن والذي أعلن ان الخروج علي الحاكم حرام والآن يعلتون مقاعد البرلمان وأقليات استطاعت تنظيم أنفسهم والقفز علي الثورة.. وأكثر هؤلاء الذين تغيرت مبادئهم كثير من الاعلاميين ورؤساء المؤسسات القومية الذين كانوا يتلقون أوامرهم من زكريا عزمي ومازالت مقالاتهم موجودة في الصحف هذا إلي جانب أعضاء الحزب المنحل استطاعوا تكوين حركات وأحزاب ويتحدثون باسم الثورة.