انقذوني.. النجدة يا "باري".. زوجي السابق سيقتلني أنه يحطم الباب.. ارجوك تعال بسرعة. قرب "باري" السماعة إلي اذانه اكثر حيث اكتشف أن الصوت الذي يحدثه هو صوت حبيبته الجديدة "ميريام" وعند هذه اللحظة تحول وجهه المائل للحمرة إلي بياض يحاكي لون المريله التي كان يلبسها خلال عمله كممرض في المستشفي.. وبعد لحظات آفاق وأدرك أن "ميريام" تواجه الموت وصرخ في السماعة.. "ميريام" هل تسمعينني؟ سأصل عندك حالاً. استقل "باري" سيارته ونظراته كلها عزم وتصميم وما بين باب المستشفي والجراح حيث يركن سيارتهلم يتوقف عن صب اللعنات علي طليق ميريام هنري. فرغم مرور عدة أشهر علي طلاقهما لم يقتنع "هنري" بضرورة الكف عن التفكير "بميريام" التي كانت قد ملت من عصبية زوجها عقب ادمانه الخمر حيث كان يتعمد ضربها بقسوة عند ادني كلمة منها أو نظرة عتاب توجهها إليه وهو ما جعلها تصر علي طلب الطلاق منه حيث حصلت عليه بسهولة بعد أن تأكدت المحكمة من سلوكه ولكن هنري ضرب بحكم المحكمة عرض الحائط مما حدا بالشرطة إلي تنفيذ الحكم بالقوة من بيت الزوجية الذي فقده بحكم المحكمة. منذ ذلك الوقت لم يكف "هنري" عن ملاحقة زوجته السابقة ولا يمر اسبوع دون ان يعلن لها توبته مؤكدا حسن سلوكه وتوبته ولكن "ميريام" لم تستجب لكلامه ولا الي وعوده وكان ذلك يوصله الي حالة من الجنون فينفجر غضبا ويهددها بالويل اذا لم تتمثل لرغبته. رغم تعرفها علي "باري" الذي اكتشفت فيه رجلا عاقلا رزينا يعوضها بحنانه وعاطفته عن قسوة زوجها السابق كما يمنحها بوجوده الثقة بنفسها والاعتماد عليه لمواجهة الحاح "هنري" عليها وملاحقته لها ومع ذلك لم يكن ذلك كافيا كي يبتعد عنها وأن يكف شره عنها رغم انها كانت تهدده في كل مرة بالشرطة دون فائدة. كل هذه الافكار تطاحنت في ذهن "برنار" بينما كان في طريقه إلي بيت "ميريام" فقبل ان يستقل سيارته الي بيتها اخرج بندقية من شنطة السيارة واخذها وانطلق باقصي سرعة في محاولة للدفاع عن حبيبته وتلقين "هنري" درسا لا ينساه اذا ما عاود الحاحه عليها واليوم جاءت الفرصة لتنفيذ ما عزم عليه. وصل "باري" الي المبني الضخم الذي يضم شقة "ميريام" في الدور العاشر وهبط من سيارته متأبطا بندقيته ولكنه عندما هم بالصعود في المصعد وجده معطلا بسبب عطل في الكهرباء حيث اصبح المبني شبه مظلم فصعد علي الدرج وهو يكاد يستطيع أن يري موضع قدمه وأخذ يصعد الدرج درجتين درجتين وهو يوجه بندقيته للامام وما بين الطابقين الخامس والسادس سمع وقع اقدام تنزل بعنف في اتجاهه فتصور انه "هنري" فضغط علي الزناد ليقع رجلا من سكان العمارة لا علاقة له بالامر مضرجاً في دمائه حيث كان قد نسي محفظته وعاد ليأخذها لكنه كان في طريق "باري" المتحفز الذي اعتقد ان "هنري" قد اصاب "ميريام" بمكروه وما ان بدأ الرجل يئن من ألم الطلقتين حتي ادرك "باري " انه اصاب رجلا خطأ ومع ذلك تخطي جسد الرجل الذي كان ينزف بغزاره الي ان وصل إلي الطابع الععاشر حيث كانت فتحات التهوية ترسل بعض الضوء فاستطاع أن يميز "هنري" الذي كان لايزال يطرق باب "ميريام" بيديه وقدميه ولم يستطع دخول الشقة بعد وما أن التفت "هنري" نحو "باري" وتبين وجهه حتي اطلق باري طلقتين في اتجاه "هنري" فسكنت احداهما في كتفه والثانية في بطنه فسقط يئن كالثور الجريح يصدر شخيرا مخيفا جعل "باري" ينتبه الي ما فعله مع الرجل البرئ فهبط الدرج مسرعا في اتجاه الطابق الخامس والقي بندقيته خوفا وهلعا مما اصاب الرجل وبينما كان الجيران يتملقون جثة الرجل البرئ دفعهم "باري" بعصبية وخرج من باب العمارة واستقل سيارته وكأنه منوم وما أن وصل إلي المستشفي حتي كان رجال الشرطة في اثره بعد أن ابلغتهم "ميريام" بما حدث وعندما اقترب منه رجال الشرطة مد يديه بهدوء ليقيدها الضباط بالاصفاد وعندها اطلق تنهيده تنم عن أنه اراح ضميره وراح في نوبة بكاء.