مواجهة نارية ينتظرها عشاق كرة القدم ليس في القارة الأفريقية فحسب بل في العالم أجمع. حيث تستضيف مدينة فرانسفيل الجابونية اليوم مباراة من نوع خاص تجمع بين المنتخبين التونسي والغاني في دور الثمانية لنهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم التي تستضيفها غينيا الاستوائية والجابون حتي 12 فبراير الجاري. وتكتسب المباراة أهميتها نظرا لأنها تجمع اثنين من أقطاب الكرة الافريقية. فالمنتخب الغاني هو وصيف النسخة الماضية للبطولة بهزيمته أمام الفراعنة يحمل الراية العربية في البطولة بعد فشل المنتخبين المصري والجزائري في التأهل للبطولة وخروج الفريقين الليبي والمغربي من دور المجموعات. في الوقت الذي لا تصب فيه التوقعات باتجاه نجاح المنتخب السوداني في الوصول إلي المرحل النهائية للبطولة وقد تحدد مباراة اليوم هوية أحد طرفي المباراة للبطولة. خاصة وأنهما مرشحان بقوة لنيل اللقب. ويسعي المنتخب التونسي إلي التتويج بلقب العرس الافريقي لاهدائه إلي ثورة الياسمين التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في الوقت الذي لن يدخر فيه المنتخب الغاني أي جهد لتعويض ما فاته خلال النسخة الأخيرة من البطولة عام 2010 في انجولا. وتصدر المنتخب الغاني ترتيب المجموعة الرابعة برصيد سبع نقاط بعد فوزه علي مالي وبوتسوانا وتعادله مع غينيا في الوقت الذي جاء فيه المنتخب التونسي بالمركز الثاني بالمجموعة الأولي بعد الفوز علي المغرب والنيجر والهزيمة أمام الجابون. ومازال النجم الغاني أندري أيو يتعافي من الاصابة في الكتف. ولكنه علي الأرجح سيلحق بالمباراة في الوقت الذي تلقي فيه المعسكر الغاني بعض الانباء المحزنة. بالاعلان عن وفاة والدة نجم الفريق أنطوني انان. ويدخل المنتخب التونسي مباراة اليوم واضعا في اعتباره أنها مسألة حياة أو موت خاصة وانه يدرك تماما أن الآمال العبية كلها باتت معلقة عليه. لذا من المنتظر أن يجري المدرب سامي الطرابلسي العديد من التغييرات علي التشكيلة التي شاركت خلال الهزيمة أمام الجابون "صفر- 1". علي الأرجح سيحتفظ يوسف المساكني وحسين راقد بمكانيهما وسط الملعب في الوقت الذي قد يجلس فيه وسام بن يحيي علي مقاعد البدلاء لاتاحة الفرصة لمشاركة مجدي تراوري. وتسبق المباراة دقيقة حداد علي أرواح الاشخاص الذين قتلوا في ملعب بورسعيد خلال مباراة الأهلي والمصري بالدوري المصري والذي بلغ عددهم 74 كما أن لاعبي الفريقين سيرتدون شارات سواء خلال المباراة. ولم يسبق للمنتخب التونسي أن فاز علي نظيره الغاني في نهائيات كأس الأمم الأفريقية. والتقي الفريقان بشكل عام في 13 مباراة حيث فاز المنتخب التونسي في اربع مواجهات مقابل سبعة انتصارات لغانا. بينما تعادل الفريقان في مباراتين وجاء أكبر انتصار للمنتخب الغاني علي نظيره التونسي في عام 1980 حينما فاز عليه 4/1 في أكرا بينما أفضل نتيجة حققها نسور قرطاج علي النجوم السوداء جاءت في عام 2006 عبر الفوز 2/1 علي استاد رادس. وتقام اليوم مباراة أخري قوية تجمع بين المنتخب الجابوني صاحب الأرض والجمهور ونظيره المالي صاحب الطموحات القوية. وتصدر المنتخب الجابوني ترتيب المجموعة الأولي برصيد تسع نقاط من ثلاثة انتصارات متتالية بينما حل منتخب مالي في المركز الثاني بالمجموعة الرابعة برصيد ست نقاط. هذه هي المرة الثانية فقط التي يصل فيها المنتخب الجابوني إلي دور الثمانية الأفريقي. بعد ان حقق الانجاز ذاته في 1996 عقب انسحاب المنتخب النيجيري.